هل يمكن اعتبار بيتكوين استثماراً آمناً أثناء أزمة فيروس كورونا؟

منذ نشأة البيتكوين وهناك الكثير من الجدل الدائر حولها، ما بين المؤيدين الذين يضعونها في مصاف الأصول الآمنة، والمعارضين الذين يرونها تهديدًا للنظام المالي العالمي، وبعيدًا عن هذا أو ذاك، فرضت عملة بيتكوين نفسها بقوة كأحد البدائل الاستثمارية الرقمية، قبل أن تخضع للاختبار بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا الجديد.

 

حتى الآن، لا يمكننا الجزم ما إذا كانت بيتكوين ملاذاً آمناً للمستثمرين مثل الذهب أم أنّها عالية المخاطرة مثل الأسهم المالية، وحتى أثناء هذه الأزمة كان أداء العملة متذبذبًا ما بين الارتفاع والانخفاض، وفي المُجمل استطاعت بيتكوين أن تصمد مقارنةً بالكثير من الأسهم، لكنّها لم تؤدي نفس الأداء الإيجابي لأصول الملاذ الآمن مثل الذهب.

 

فمنذ بداية العام وحتى الآن انخفض سعر بيتكوين بنسبة 5 في المائة، وهو معدّل أفضل بكثير من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الذي شهد انخفاض 14 في المائة هذا العام، بينما في الوقت نفسه ارتفعت الأصول الأخرى مثل الذهب بنسبة 11 في المائة والحافظات متنوعة السندات بنسبة 4 في المائة.

 

وبالتالي إذا كنت ضمن فريق المؤيدين الذين يعتبرون بيتكوين شكل رقمي للذهب، ربما يجدر بك التفكير مرة أخرى، لأن العملة المشفرة لم تؤدي بالطريقة الملائمة خلال هذه الأزمة، وإن كان من الصعب إصدار حُكم نهائي في هذا التوقيت لأنّ التأثير الاقتصادي الكامل لفيروس كورونا المستجد لم يظهر بعد.

 

أداء بيتكوين على المدى الطويل

 

على الرغم من أنّ أداء بيتكوين على المدى القريب لم يُضاهي أداء أصول الملاذ الآمن الأخرى، إلّا أنّه على مدار الخمس سنوات الماضية يتضاءل عائد بيتكوين بنفس معُدّل الأصول الرئيسية الأخرى تقريبًا، وربما يرجع السبب في هذا إلى أنّ العملة في وقت ما من هذه الفترة تضاعفت قيمتها حوالي 30 مرة!

 

 

هل يمكن اعتبار بيتكوين ملاذ آمن؟

 

مواضيع مشابهة

لذلك لا يمكننا اعتبار بيتكوين كأحد حلول الملاذ الاستثماري الآمن في هذه المرحلة، فعندما ارتفعت السندات والذهب خلال الأزمة لم تشهد العملة المشفرة أي ارتفاع، لكن في الوقت نفسه تفوقت على الأسهم بهامش كبير، لذا يمكن اعتبارها أصول أقل ارتباطًا وربما يمكنها لعب دور في المحافظ الاستثمارية.

 

من جانب آخر، ترتبط قيمة بيتكوين بمحركات العرض والطلب الخاصة بها، والتي تكون مفيدة أحيانًا في إدارة المخاطر، ويمكن في هذه الحالة تشبيه بيتكوين بسلع أخرى مثل النفط، فقد شهد انخفاضًا كبيرًا في هذه الأزمة مع اندلاع حرب الأسعار بالتزامن مع ظهور فيروس كورونا الجديد، لكن في أزمات أخرى كان أداء النفط جيد جدًا.

 

وبشكل عام يمكن أن يؤدي تنويع المحفظة الاستثمارية ما بين البيتكوين والنفط والأسهم إلى توليد عوائد سلسة مع مرور الوقت، مقارنةً بالاحتفاظ بالأصول الفردية في عزلة.

 

هل يمكن اعتبار بيتكوين استثمار آمن أثناء أزمة فيروس كورونا؟

 

الدولار

 

بالإضافة إلى تأمين الاستثمار أثناء الأزمات، يمكن للبيتكوين أن تلعب دورًا هامًا في الحماية من انخفاض قيمة العملات مثل الدولار الأمريكي، لكن العملة الأمريكية ارتفعت حتى الآن بنسبة 8 في المائة على مدار هذا العام، وهو الأمر الذي يأتي معاكسًا لبيتكوين، لكن مع مرور الوقت قد ينخفض الدولار ويعود بيتكوين إلى الارتفاع مرة أخرى.


وفي النهاية، يمكن القول إنّ بيتكوين لم تبدو كأصل آمن خلال هذه الأزمة، وربما تكون هناك استراتيجيات أفضل لحماية محفظة استثماراتك، على الرغم من أننا لم نصل إلى تقييم كامل حول بيتكوين كأصل كامل، فلم يمر على ظهورها سوى عقد من الزمان تقريبًا، في حين أننا ندرس الأصول الأخرى منذ أكثر من قرن، لذا نحتاج إلى المزيد من الدراسة للعملة المشفرة حتى نتأكّد من أدائها كملاذ آمن عند الأزمات.

شارك المحتوى |
close icon