الإمارات ترسخ مكانتها التكنولوجية عالمياً عن طريق أشباه الموصلات

نجحت الإمارات العربية المتحدّة في إثبات نفسها كرائد تقنيّ في الشرق الأوسط. إذ لمع نجمها كواحدة من أكثر الاقتصادات المتمكنة رقمياً، خاصة عندما فاجأ فيروس كوفيد-19 العالم وأبرزت قدرتها على التكيف بسرعة مع احتياجات اللحظة.

 

على سبيل المثال: برعت في الانتقال السريع إلى العمل والتعليم عن بعد، وتنفيذ آليات متقدّمة لتتبع جهات الاتصال. وها هي الآن تضع قطاع التكنولوجيا في طليعة أولوياتها في رؤيتها الوطنية الاقتصادية.

 

تشمل الرؤية الوطنية التكنولوجية في الإمارات الروبوتات، وسيارات الأجرة الطائرة، وتطوير قدرات الطائرات بدون طيار، ومراكز البيانات، وتطوير مركز التكنولوجيا.

 

ولترسيخ نفسها في الريادة التكنولوجية عالمياً وليس فقط على مستوى الشرق الأوسط، فإنّّ الإمارات اليوم تستثمر في صناعة أشباه الموصلات بكثافة.

 

الإمارات تقتحم صناعة أشباه الموصلات

 

دخلت الإمارات مجال أشباه الموصلات سعياً في ترسيخ مكانتها كرائد تقنيّ عالمي. حيث أنّ أشباه الموصلات حالياً تعتبر ساحة من ساحات الحرب الباردة التكنولوجية بين أقوى الدول اقتصادياً.

 

على سبيل المثال، استحوذت شركة مُبادلة استثمارية إماراتية على شركة استثمار التكنولوجيا المتقدّمة (ATIC). هذه الشركة هي الشركة الأم لشركة GF (GlobalFoundries)، وهي شركة لتصنيع أشباه الموصلات، وتقع في الولايات المتحدّة.

 

وتعد شركة GF كواحدة من أكبر شركات تصنيع الرقائق على مستوى العالم، وتزوّد الشركات المشهورة أمثال: Apple، وIntel، وAmazon بأشباه الموصلات، .

 

كما أنّ شركة GF تحتلّ المركز الثالث في قائمة منتجي أشباه الموصلات، وتحتلّ شركتي TSMC و Samsung المركزين الأول والثاني.

 

وقد أعلنت الشركة مؤخراً عن خطط للتوسع، من خلال إنشاء مصنع جديد بقيمة 4 مليارات دولار في سنغافورة.

 

الإمارات تراهن على أشباه الموصلات

 

مواضيع مشابهة

 صرّح خلدون المبارك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة (مبادلة) للتنمية أنّه:

“من المتوقع أن تتضاعف صناعة أشباه الموصلات خلال 8 أو 10 سنوات القادمة. كما أنّها ستتضاعف مرة أخرى بعد 4 إلى 5 سنوات أيضاً”.

 

كما أشار إلى أهمية أشباه الموصلات، في حياتنا اليوميّة. إذ يتمّ استخدامها في الأجهزة والمركبات وغيرها، وقال: “إنّ الطلب على أشباه الموصلات يفوق المتوفر”.

 

بالإضافة إلى ذلك، قال خلدون مُبارك:

“هناك فقط 5 شركات سباكة وأعمال سباكة عالمية، 4 منها في آسيا، بينما توجد GF في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا ، وهذا يمنح الشركة ميزةً على منافسيها”.

 

هل سيتمّ تصنيع أشباه الموصلات داخل الإمارات؟

 

لم تعلن الإمارات عن أيّ نية حالية ببناء أشباه الموصلات في الداخل. ومع ذلك، فإنّ مدينة أبو ظبيّ تعدّ مستثمراً قوياً في هذا القطاع.

 

كما أنّ جامعة خليفة في الإمارات العربية المتحدّة، هي واحدة من أوائل المؤسسات الأكاديميّة التي تقدّم تدريباً على تصميم أشباه الموصلات في المنطقة.

 

وقد تعاونت شركة Next Orbit Ventures الإماراتية مؤخراً في مشروع مشترك لاستثمار 3 مليارات دولار لبناء مصنع لتصنيع الشرائح في الهند.

 

قد تجلب الإمارات تصنيع أشباه الموصلات على أرضها على المدى الطويل. وذلك بناءً على رؤيتها في أن تصبح رائدة عالمياً في قطاع التكنولوجيا والابتكار.

شارك المحتوى |
close icon