الحرب الباردة بين مارك زوكربيرج وتيم كوك

وجه المدير التنفيذي لابل تيم كوك انتقادات لفيس بوك وتحديداً مارك زوكربرج خلال مناسبتين في الأسبوع الماضي بعض فضيحة اختراق بيانات المستخدمين من قبل شركة كامبريدج اناليتيكا، كما طالب بأن يكون للحكومات دور إشرافي على شركات مثل فيس بوك، وهذا الأمر أثار كثيراً من الجدلية وإليكم ما حصل.

 

ففي مقابلة مع موقع Recode صرح كوك أنه لا يود أن يحل محل مارك زوكربيرج بعد الفضائح الأخيرة، وصرح حول الخصوصية قائلاً:

 

” نحن نهتم بتجربة المستخدمين ولن نقوم بتسريب بياناتك الشخصية وهو الأمر الذي أعتقد أنه خرق للخصوصية، فخصوصية المستخدمين حرية مدنية وهو نوع من الحريات مماثل لحرية التعبير وحرية الصحافة، وهذا ليس أمراً بدأنا به الأسبوع الماضي بل هو ما نفعله دائماً.”

 

كما صرح في مذكرة في شهر أيلول/سبتمبر من عام 2014 قائلاً :

 

” عندما تكون إحدى الخدمات على الإنترنت مجانية فأنت لست الزبون بل أنت المنتج، وأعتقد أن الناس يملكون حقاً في الخصوصية.”

 

وبالطبع فإن ما صرح به كوك قبل ثلاث سنين لم يكن له نفس التأثير الذي تركته تصريحاته الأخيرة الأسبوع الماضي، لكن هناك نقطة مشتركة بينهما ألا وهو مارك زوكربيرج.

 

وقد واجهت فيس بوك أزمات متعلقة بالخصوصية في السابق لكنها لم تكن بنفس القسوة والفداحة التي خلفتها فضيحة كامبريدج اناليتيكا – الشركة التي تدعم الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي حصلت على بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم.

 

مواضيع مشابهة

لكن في عام 2014 كانت فيس بوك تتحدث عن “ربط العالم” والذي هو السبب وراء وجود مشروع الشركة في توفير الوصول منخفض التكاليف للإنترنت على غلاف مجلة تايم، لكن هناك جزءاً مهماً في هذا الأمر وهو أنه المرة الأولى التي يظهر فيها فيس بوك انزعاجه، فتصريح كوك حول أن الناس هم المنتج عندما تكون الخدمة مجانية كان يقصد به جوجل بالدرجة الأولى لكن فيس بوك ضمن المجال أيضاً، ولذا رد مارك زوكربرج بلهجة استنكارية على ذلك قائلاً:

 

” أكثر ما يحبطني هو أن العديد من الناس يعتبرون وجود نظام شركة إعلانية كنوع من عدم التناسق والتوافق مع المستخدمين، وأعتقد أن ذلك مفهوم خاطئ تماماً، فهل تعتقد أنه لمجرد أنك تدفع لابل أنك أصبحت متوافقاُ معهم؟ إذا كنت متوافقاً معهم فيجب أن تجعل منتجاتك أرخص ثمناً.

 

ولم يعلق زوكربيرغ على تصريحات كوك خلال الأسبوع الماضي ويبدو أنه يتعامل مع مسائل أكثر أهمية لفيس بوك، لكن انزعاجه من كوك في عام 2014 يوضح العلاقة المتوترة بين الشركتين وبين الشخصين خصوصاً في هذا الأمر.

 

وقد ترجمت هذه العداوة في منتجات ابل، فرغم أن هواتف ايفون استخدمت لإعطاء فيس بوك امتيازات في نظام تشغيلها إلا أنها حذفت تكامل فيس بوك ودعمه لنظام iOS العام الماضي.

 

على أي حال، فإن ابل ليست مثالية ومن الممكن أن يكون مارك زوكربيرج على حق بأن ابل ليست دائماً متوافقة مع مستخدميها، فلا شك في أن فيس بوك من أكثر التطبيقات تحميلاً على هواتف ايفون، كما صرح أحد مدراء الإنتاج السابقين أن ابل تقوم بالفعل بجمع البيانات من أجل تطوير التطبيقات، ومن الجدير بالذكر أن ابل قامت في بعض الأحيان بخرق حرية البيانات والتعبير في الصين والتي يعارضها العديد من الناس بما فيها نشطاء حقوق الإنسان.

 

من الناحية الأخرى لا شك أيضاً أن ابل تملك نمط ومجال عمل معتمد على الأجهزة مما يجعلها غير مضطرة لاستخدام الإعلانات من أجل جني الأموال، وهذا فرق مهم بين ابل والشركات الأخرى وسيتبين أثره مع مرور الوقت.

شارك المحتوى |
close icon