الروبوتات العاطفية تصبح ضرورة في مجال الرعاية الصحية

نعلم أن الروبوتات قد وجدت لخدمة الجنس البشري. ويتم استخدام الانظمة التكنولوجية في المهام الروتينية بدلًا من الإنسان. ولهذا كان لزامًا أن يتم تدريب الروبوتات على المهام المطلوبة منها، من خلال إدخال عدة نماذج إلى عقل الروبوت وتدريبه عليها، وهو بالغالب وظيفة التعلم الآلي. لكن وبعيدًا عن هذا، إن أردنا للروبوت أن يفهم الإنسان ليساعده في مهامه، فهل يجب عليه أن يفهم المشاعر البشرية أيضًا؟  وهل الروبوتات العاطفية موجودة حقًا؟

 

 

في حين يمثل سد الفجوة بين الروبوتات التي يمكنها التعاطف والتفاعل مع البشر بشكل طبيعي تحديًا كبيرًا، فقد تم إحراز تقدم كبير في السنوات القليلة الماضية. وبالحقيقة، تساعد الروبوتات العاطفية على الاهتمام بالبشر أكثر وفهم احتياجاتهم. حيث أظهرت الأبحاث التي أجريت على الروبوتات الاجتماعية أن الآلات التي تستجيب للعواطف يمكن أن تساعد الفئات الأكثر ضعفًا وكبار السن والأطفال. والذي من شأنه أن يجعل الروبوتات تحظى بقبول اجتماعي أكثر، وعلى نطاق أوسع. إلى الآن يركز العلماء على استخدام الروبوتات العاطفية في مجال الرعاية الصحية، لكونها تتضمن الفئة الأكثر حاجة للمساعدة العاطفية. كما توجد العديد من الأمثلة لروبوتات عاطفية تساعد كل منها على علاج فئة معينة من المرضى.

 

 

الروبوت ميلو

غالبًا ما تكون الروبوتات التي تساعد في رعاية الآخرين في طليعة التفاعل العاطفي. ومن أهم الروبوتات العاطفية الروبوت ميلو ” Milo “، وهو مدرس آلي وطالب في نفس الوقت. كما قد قام المطورون بإنشاء ميلو لمساعدة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد على تعلم المزيد عن التعبير العاطفي والتعاطف، وذلك أثناء جمع البيانات حول تقدمهم لاستهداف التعلم والعلاج. وجه ميلو الودود يجعله محبوبًا ويمكن للأطفال تحليل تعابيره دون الشعور بالقلق الاجتماعي.


إقرأ أيضًا:

مواضيع مشابهة

كيف باعت الروبوت صوفيا أول أعمالها الفنية؟

تعرّف على سفيرو اندي، سيارة تعلم البرمجة

جيتكس 2020: باناسونيك تكشف عن كرسي متحرك ذاتي القيادة لأصحاب الهمم


الروبوت روبن

هناك حالة أخرى يمكن أن تساعد فيها الروبوتات العاطفية وهي في المستشفيات. تم تصميم الروبوت روبن “Robin” من Expper Tech كإنسان آلي مصاحب لتقديم الدعم العاطفي للأطفال الذين يخضعون للعلاج الطبي. يشرح لهم روبن الإجراءات الطبية، ويلعب الألعاب ويروي القصص، ويشتت انتباههم أثناء العلاج لتقليل إدراكهم للألم. يستخدم روبن الذكاء الاصطناعي لخلق التعاطف وتذكر تعابير الوجه  لبناء حوار في جلسات المتابعة في العيادات. في التجارب التي أجريت في عيادة ويغمور ميديكال في المملكة المتحدة لطب الأطفال، وجد الفريق أن استخدام روبن أدى إلى انخفاض التوتر بنسبة 34٪، وزيادة السعادة بنسبة 26٪ لدى 120 طفلاً تفاعلوا معه مرة واحدة على الأقل. 

 

 

اليوم، وعلى الرغم من تعقيدات النظام العاطفي البشري، لا يزال علماء الإنسان  يدرسون علم المشاعر والعواطف في محاولة منهم لفهم التفاعلات البشرية. من جهة أخرى، يتم تدريب أنظمة تكنولوجية على تحقيق التواصل الاجتماعي والعاطفي مع الجنس البشري. كما يمكن أن تستفيد جميع الروبوتات العاطفية المتخصصة بالرعاية الصحية من إظهار الذكاء العاطفي، سواء من خلال التعرف على المشاعر البشرية والاستجابة لها  وإلى حد ما، إدارتها. على أي حال، يكمن خوف المجتمع من هذا المستوى من التطور في  فقدان الوظائف البشرية حيث تصبح الروبوتات أكثر مهارة في التعامل مع المواقف الاجتماعية.

شارك المحتوى |
close icon