المخترقون يستهدفون المشافي ويجبرونها على إلغاء الجراحات وإيقاف استقبال المرضى

عادة ما تكون معظم عمليات الاختراق وبالأخص برمجيات الفدية عمليات لا أخلاقية بوضوح ولا يعترض أحد على ذلك حقاً. لكن بعض الاختراقات لا أخلاقية و”شريرة” أكثر من سواها، وبالأخص عندما تشمل التأثيرات حياة البشر المباشرة. والخبر هنا مثال على هذا النوع من الاختراقات غير الأخلاقية تماماً: استهداف المستشفيات ببرمجيات الفدية.

 

وفق تقارير أخيرة، فقد استهدف مخترقون شركة تعمل في المجال الطبي في الولايات المتحدة ببرمجيات خبيثة من نوع الفدية. ومع كون الشركة تشغل بضع عشرات من العيادات والمستشفيات في ولاية فرجينيا الغربية الأمريكية، فقد كانت النتائج إشكالية. حيث فقد الموظفون والأطباء والممرضون الوصول إلى الأنظمة الحاسوبية ضمن المستشفيات والعيادات التابعة للشركة.

 

نتيجة توقف أنظمة الشركة عن العمل فقد بات هناك شلل فعلي لعمل عياداتها ومشافيها. حيث توقف استقبال المرضى الجدد ضمن منشآت الشركة، كما تم تجميد العمليات الجراحية وإلغاء المواعيد الموضوعة مسبقاً. وحتى أن المشافي قد توقفت عن استقبال حالات الطوارئ القادمة إليها.

 

المثير للاهتمام هو أن هجوم الفدية هذا ليس الأول من نوعه على البنى التحتية. حيث شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في الهجمات على منشآت بنى تحتية هامة. وتعد الهجمات على خط أنابيب النفط قبل بضعة أشهر مثالاً آخر على هذا النوع من الهجمات. لكن استهداف المنشآت الصحية بالتحديد يبدو كنشاط جديد ومقلق أكثر من سواه في الواقع.

 


مواضيع مشابهة

مواضيع قد تهمك:


 

يسلط هذا الاختراق الضوء على مشكلة هامة: الخطر الذي تتعرض له المستشفيات نتيجة الاعتماد المتزايد على التقنية. حيث أن استخدام التقنيات يساعد على التعامل مع المرضى وتحسين نسب التعافي ومستوى الرعاية الصحية دون شك. لكن هذا يفتح بدوره الباب أمام أخطار كبرى مثل قدرة الاختراقات الكبيرة كفاية على شل أنظمة صحية. ولعل الضرر الذي لحق بالنظام الصحي البريطاني نتيجة برمجية WannaCry للفدية مثال محزن على ذلك. حيث يقدر أن ذلك الاختراق قد تسبب بشكل غير مباشر بالعديد من الوفيات وتفاقم الحالات المرضية.

شارك المحتوى |
close icon