المستقبل الكهربائي لقطاع النقل: أرقام وإحصاءات عن التحول الجاري

بالعودة 10 سنوات للخلف فقط، كانت السيارات الكهربائية لا تزال تبدو كخيار غريب جداً ومحدود بشدة دون جمهور حقيقي. لكن الآن تغيرت الأمور بشدة وبات مجال النقل الكهربائي عموماً وبالأخص السيارات الكهربائية مجالاً هائلاً. حيث أن أعلى شركة سيارات بالقيمة السوقية هي شركة سيارات كهربائية مما يعكس المراهنة على المستقبل الكهربائي. لكن وبشكل أهم حتى، تعمل جميع شركات السيارات الكبرى اليوم على نماذج وموديلات سيارات كهربائية خاصة بها.

 

اليوم بات هناك واقع لا يمكن الهروب منه: التحول الكهربائي لقطاع النقل قادم لا محالة ونحن نسير نحوه بخطى ثابتة. وبالنظر إلى التشريعات المتعلقة بالأمر في مختلف الأماكن حول العالم من الممكن ملاحظة أن الأمور تسير بسرعة. حيث تخطط العديد من البلدان لحظر السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري حتى خلال عقدين من الزمن.

 

في هذا الموضوع سنستعين بأرقام وأشكال بيانية من أبحاث السوق الخاصة بـ Bloomberg لاستعراض مستقبل مجال النقل الكهربائي. وبالنظر إلى هذه الأرقام فالتحول واضح بالطبع وبالأخص مع الوصول إلى عام 2040 الذي يبدو كوقت أساسي في مجال النقل الكهربائي.

 

المبيعات على وشك الانفجار وبالأخص في الصين

 

المستقبل الكهربائي لقطاع النقل: أرقام وإحصاءات عن التحول الجاري

 

خلال عام 2020، يقدر أنه قد تم بيع حوالي 3 ملايين سيارة كهربائية وهجينة في مختلف الأماكن حول العالم. ومع أن هذا الرقم كبير دون شك ونمو هائل مقارنة بالسنوات السابقة، فالنمو التالي أكبر حتى. حيث تشير التقديرات إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية ستصل إلى 66 مليون سيارة بحلول عام 2040. وفي ذلك الوقت ستكون الصين كما الآن أكبر أسواق السيارات الكهربائية مع السيطرة على ثلث المجال. فيما ستكون كل من أوروبا والولايات المتحدة تالية لها.

 

المثير للاهتمام هو أن العديد من مناطق العالم الأخرى ستبقى بعيدة عن النقل الكهربائي في نفس الفترة التالية. حيث أن النمو العالمي وبالأخص في جنوب آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط أقل بوضوح من باقي المناطق.

 

السيارات التقليدية في طريقها خارج السوق

 

المستقبل الكهربائي لقطاع النقل: أرقام وإحصاءات عن التحول الجاري

 

حتى الآن لا تزال السيارات العاملة بالبنزين والديزل هي المسيطرة على المجال دون شك. حيث أنها تشكل أكثر من 90% من السوق فيما السيارات الكهربائية والهجينة والتي تستخدم خلايا الوقود لا تزال محدودة الوجود. لكن من الواضح أن ذلك سيتغير مع نمو سريع للسيارات الكهربائية. وبدلاً من أن يضاف هذا النمو إلى ما السوق الحالي، فهو يتغذى على تقلص مبيعات السيارات التقليدية في الواقع.

 

بحلول عام 2030 ستكون السيارات التقليدية قد فقدت أفضليتها كالشكل الافتراضي للسيارات الجديدة. وبحلول عام 2040 يتوقع أن تكون أقل من سدس السيارات الجديدة المباعة هي سيارات تعمل بالوقود الأحفوري.

 

أسعار السيارات الكهربائية مستمرة بالانخفاض

 

المستقبل الكهربائي لقطاع النقل: أرقام وإحصاءات عن التحول الجاري

 

مواضيع مشابهة

المشكلة الأساسية التي تمنع الكثيرين من تبني السيارات الكهربائية اليوم هي حاجز السعر، حيث تستمر بأن تكون مكلفة أكثر. لكن وبالنظر إلى الانخفاض المستمر لأسعار خلايا بطاريات الليثيوم (العامل الأساسي لسعر السيارات الكهربائية المرتفع) تبدو الأمور مبشرة.

 

المستقبل الكهربائي لقطاع النقل: أرقام وإحصاءات عن التحول الجاري

 

حيث انخفض سعر البطاريات بأكثر من 90% خلال العقد الأخير فحسب. ومن المرجح أن تصبح السيارات الكهربائية أرخص من مقابلتها التقليدية حتى بحلول عام 2024. وبالوصول إلى عام 2035 يتوقع أن تكلف المركبات الكهربائية نصف سعر التقليدية بالمتوسط.

 

النمو لا يقتصر على السيارات، بل يشمل كل مجال النقل

 

المستقبل الكهربائي لقطاع النقل: أرقام وإحصاءات عن التحول الجاري

 

لا يقتصر النمو الكهربائي الكبير على مجال السيارات في الواقع، حيث أن هناك نمواً متزايداً للمركبات الكهربائية بمختلف أنواعها. وبحلول عام 2035 يتوقع أن تعمل 83% من الدراجات و77% من الحافلات و68% من السيارات و59% من المركبات التجارية الخفيفة و29% من المركبات التجارية المتوسطة والثقيلة بالكهرباء.

 

بالطبع هناك بعض المحدوديات التي تواجه الآليات الكهربائية في مختلف المجالات، لكن تشير جميع المؤشرات باتجاه واحد. سيصبح النقل البري الكهربائي هو المعيار في الفترة القادمة طالما أنه ليس هناك تحول هائل يغير الأمور بشكل غير معروف.

 


مواضيع قد تهمك:


 

المزيد من البطاريات في كل مكان

 

المستقبل الكهربائي لقطاع النقل: أرقام وإحصاءات عن التحول الجاري

 

يقدر الإنتاج الحالي لبطاريات الليثيوم-أيون بحوالي 586 جيجا واط ساعي. لكن الأمور تبدو أكبر بكثير في المستقبل القريب والمتوسط. حيث هناك مشاريع قيد التنفيذ لمصانع بطاريات ستضيف قدرة تصنيع 822 جيجا واط ساعي إضافي. وبالنظر إلى المشاريع المعلن عنها ولو لم تكن قد بدأت بعد، فهناك سعة تصنيع تتعدى 1.15 تيرا واط ساعي.

 

مع توافر أكبر بشدة وسعر مستمر بالانخفاض، يبدو أن توقعات مجال البطاريات تسير يداً بيد مع مجال السيارات الكهربائية. ومع أن هناك بعض التحديات ربما من حيث المواد الأولية وبالأخص العناصر النادرة اللازمة لصنع البطاريات، فهناك الكثير من الاستكشاف لمخزونات واحتياطيات ممكنة من هذه المعادن في مواقع عديدة من العالم.

شارك المحتوى |
close icon