كيف يعمل الوشاح الذي يخفي المشاهير عن أعين كاميرات المصورين المزعجين؟

كما يعرف الجميع، فحياة المشاهير مليئة بالتسهيلات التي تجعل مختلف الأمور أبسط للقيام بها، فهم عادة ما يمتلكون ثروات أكبر ويعيشون في منازل أجمل ويحصلون على ميزات أكثر من الأشخاص العاديين، لكن بالمقابل هناك بعض النقاط الصغيرة التي يعاني منها المشاهير دوناً عن الأشخاص العاديين، وفي مقدمتها ربما موضوع المصورين المزعجين، أو ما يعرف باسم الباباراتزي والذين يطاردون المشاهير في كل مكان ويلتقطون الصور مع ضوء فلاش قوي بشكل متكرر.

 

لكن يبدو أن العديد من المشاهير قد وجدوا طريقة تحميهم ولو بشكل جزئي من التدفق المستمر للمصورين المزعجين وأضواء الفلاش التي لا تتوقف: وشاح يلف حول الرقبة ويتسبب بتخريب الصور الملتقطة مع فلاش وجعلها غير قابلة للاستخدام أبداً كما هو واضح أعلاه. حيث ظهر هذا الوشاح وعدة منتجات مشابهة له في السنوات الأخيرة مع عدد متزايد من المشاهير ويبدو أنه يقدم فائدته بمنع المصورين المزعجين أو جعلهم أقل إزعاجاً على الأقل بحرمانهم من استخدام الفلاش.

 

وفق مخترع الوشاح الشهير (مخترع من أصول هندية اسمه سيف صديقي)، فقد أتته الفكرة عام 2009 عندما حاول وأصدقاؤه التقاط صورة جماعية، لكن الصورة لم تكن قابلة للاستخدام بسبب عاكس ضوء خاص بدراجة هوائية. وبعد 6 أعوام والكثير من الأبحاث تم تقديم مادة جديدة باسم “ISHU” وهي التي تظهر في الوشاح الشهير بالإضافة إلى عدة منتجات أخرة أهمها غطاء حماية للهواتف وحتى كمامة للوجه.

 

الواقع هو أن منتجات ISHU ليست الوحيدة وبالتأكيد ليست الأولى من نوعها، حيث سبها خط منتجات كامل بالظهور عام 2015 مستخدماً نفس الفكرة: مادة عالية العكس توضع ضمن الملابس المختلفة من ستر وسراويل ووشاحات وربطات عنق وسواها، لكن ما يهمنا هنا هو الفكرة وطريقة العمل فقط.

 

كيف تعمل هذه المنتجات وتخرب الصور؟

 

via GIPHY

 

الفكرة هنا بسيطة للغاية في الواقع، حيث أن مادة ISHU وسواها من المستخدمة في المنتجات الأخرى هي مجرد مادة تعكس الضوء بشكل شديد في الواقع، مما يعني أن توجيه مصدر ضوئي قوي مثل ضوء فلاش مفاجئ ينتج عنه انعكاس واضح للضوء عن المادة باتجاه مصدر الضوء.

 

بالطبع فالغاية الأساسية من الفلاش هو أن ينعكس بعض الضوء الذي يصدره ويعود للكاميرا لتتمكن من التقاط الصور في الأماكن المظلمة، لكن في هذه الحالة يكون الضوء الواصل أقوى بكثير مما هو متوقع مما يجعل الكاميرا تحاول تصحيح الأمر بسرعة والنتيجة هي صورة مخربة وغير قابلة للاستخدام كون تفاصيلها ضائعة في الظلمة بينما الشيء الوحيد الظاهر هو النمط المرسوم بالمادة العاكسة.

 

المبدأ هنا هو أن الكاميرا دائماً ما تقوم بمعايرة حساسيتها ومختلف إعداداتها حسب ما هو ظاهر أمامها في الواقع، فعندما يكون الضوء ضعيفاً يتم رفع الحساسية وتكبير فتحة العدسة مثلاً، فيما يتم العكس عندما يكون كل شيء مشرقاً بشكل كبير. وبالاعتماد على هذه التغييرات التلقائية ما يتم هو أن الكاميرا تحاول التقاط صورة للهدف الذي يتضمن المادة العاكسة، لكن عند إضاءة الفلاش ينعكس الضوء بشدة تخدع الكاميرا لتعتقد أن الصورة ساطعة جداً وبحاجة لتقليل الحساسية بسرعة، والنتيجة هي صورة بحساسية منخفضة كفاية بحيث أن الشيء الوحيد الظاهر ضمنها هو المادة العاكسة فقط.

 

مواضيع مشابهة

بالطبع هناك طريقة لمحاولة تجاوز الأمر عبر تجاهل الإعداد التلقائي ووضع إعدادات يدوية تناسب الضوء المتوقع في الصورة، لكن حتى دون تقليل الحساسية سيظهر الضوء القادم من المادة العاكسة مشرقاً جداً وسيخرب الصورة ويجعلها غير مفيدة أيضاً. وحتى الكاميرات القديمة التي تستخدم الأفلام تعاني من هذه المواد العاكسة أيضاً، حيث أنها ستتعرض لاحتراق الفيلم نتيجة وصول كمية ضوء أكبر بكثير من المتوقع إليه.

 


مواضيع قد تهمك:


 

لماذا هذه المنتجات باهظة الثمن؟

 

كيف يعمل الوشاح الذي يخفي المشاهير عن أعين كاميرات المصورين المزعجين؟

 

بنظرة سريعة إلى منتجات ISHU يمكن ملاحظة أنها تكلف مبالغ كبيرة جداً مقابل ما تقدمه، حيث أن وشاحاً بسعر يتجاوز 500 دولار أمريكي يعد باهظاً حتى بمعايير العلامات التجارية الكبرى في مجال الموضة والأزياء. والتفسير المقدم من بائعي هذه المنتجات هو أنها نتاج الكثير من البحث والتطوير كما أن تصنيعها يتطلب الكثير من المال، لكن كما العديد من الادعاءات في المجال فهذه الادعاءات كاذبة في الواقع.

 

بالطبع لا يمكن إنكار أن استخدام وشاح أو ربطة عنق تبدو معتادة وقابلة للارتداء كأمر عادي كوسيلة دفاع ضد المصورين المزعجين هي فكرة مميزة ومبتكرة، لكن الادعاءات حول التطوير والبحث والتكاليف الكبيرة غير مقنعة لأن هذه المواد موجودة منذ زمن طويل وفي بعض من أرخص المنتجات الموجودة حتى.

 

بالطبع فأول ما يخطر بالبال هو العواكس التي توضع على الدراجات الهوائية لجهلها مرئية في الظلام على الطرقات الفرعية، لكن هناك أمثلة أفضل وأقرب لما هو موجود في المنتجات السابقة: الملابس الرياضية. حيث تتضمن العديد من الملابس المخصصة للجري والرياضة عموماً وحتى العديد من حقائب الظهر أشرطة من مادة عاكسة تطلى على القماش والهدف منها جعل الأشخاص يظهرون بوضوح في الطرقات أمام السيارات ليلاً.

 

في الواقع فالكثيرون يعانون من الآثار الجانبية لهذه المواد العاكسة على صورهم، حيث أن محاولة التقاط صورة مع فلاش قوي لشخص يرتدي أياً من ملابس خطوط الملابس الرياضية لشركة مثل Adidas أو Nike أو Puma عادة ما تنتهي مع صورة سيئة تتضمن خطوطاً أو شعارات مضيئة وباقي الصورة قاتم بشكل مخيب.

 

السبب الحقيقي للسعر الكبير هو الزبائن في الواقع، فالأشخاص العاديون لا يكترثون لغطاء حماية للهاتف أو وشاح عاكس بشدة للضوء كونهم لا يتعرضون لملاحقة مصورين مزعجين، والجمهور الوحيد لهكذا منتجات هو المشاهير الذين لا يمانعون دفع مبالغ كبيرة لقاء هكذا مقتنيات.

شارك المحتوى |
close icon