تطوير التطبيقات لنظام أندرويد أو iOS: هل يجب أن تبدأ بواحد أم الاثنان معاً

مع أن هناك العديد من التطبيقات البسيطة والتي تنفذ مهام أساسية اليوم على مختلف متاجر التطبيقات، فالواقع هو أن التطبيقات الأنجح عادة ما تكون أكثر تعقيداً وأغنى بالميزات لتتمكن من التمايز عن البقية وتحقيق غايتها من حيث الانتشار والنجاح المالي أيضاً. لذا عادة ما تكون عملية التطوير للتطبيقات الأنجح عملية طويلة ومعقدة مع الكثير من ساعات العمل والحاجة إلى فرق عمل أكبر حتى، وهذا ما ينعكس على شكل تكاليف أعلى.

 

من هنا يأتي السؤال الذي على أي مطور تطبيقات أو رائد أعمال أن يسأله لنفسه: هل أطور التطبيق ليعمل على واحد فقط من النظامين المهيمنين على السوق (أندرويد وiOS) أم أن التطوير للنظامين معاً يستحق المخاطرة المالية المتعلقة به.

 

لتبدأ بالأمر عليك أن تضع عدة أسئلة أمامك وإجابتها هي التي ستحدد موقفك من تطوير التطبيقات لمنصة واحدة أو المنصتين معاً، لذا سنصيغ هذا الموضوع ليكون مكوناً من أسئلة متتابعة مع بعض التوضيح لكل منها لتتمكن من اتخاذ القرار المناسب لك سواء كنت تنوي تطوير تطبيقاتك بنفسك أم أنك تريد الاستعانة بفريق تطوير ينفذ فكرتك.

 

هذا الموضوع هو الجزء الأول من عدة مقالات متسلسلة ستنشر تباعاً عبر موقع مينا تك، حيث يمكنك الاطلاع على كل منها بشكل مستقل، لكن قراءة جميع المقالات بالترتيب سيساعدك على اتخاذ قرارك بالشكل الأفضل.

 

هل تطوير التطبيق لمشروع جديد ناشئ أم أنه ضرورة لوجستية لمؤسسة أو خدمة موجودة مسبقاً؟

 

هذا السؤال هام للغاية هنا، ففي حال كان التطوير يتم لأغراض لوجستية كأن يكون مخصصاً لتقديم الخدمات المصرفية لعملاء بنك أو أنه مخصص لتسهيل المعاملات في جهة حكومية سيكون من غير المنطقي تطويره لواحد فقط من النظامين، فالأولوية هنا هي تضمين أكبر عدد من المستخدمين الممكنين في التطبيق لتحقيق غايته، وبينما أن الأنظمة التي تمتلك حصصاً صغيرة جداً مثل Windows Mobile لا تستحق الوقت أو الجهد اللازم للتطوير فتجاهل أي من أندرويد أو iOS ليس فكرة جيدة هنا.

 

بالمقابل وفي حال كان التطوير يتم لمشروع ناشئ تصبح الحسابات مختلفة للغاية، حيث أن معظم الحالات تفرض أن التطوير لنظام واحد فقط وتأجيل التطوير للنظام الآخر لوقت لاحق هي المقاربة الأفضل. لكن وبالمقابل هناك حالات تحتاج للتطوير للنظامين الأساسيين معاً حتى لشركة ناشئة.

 

ما هي الغاية الأساسية من التطبيق الذي تريد تطويره؟

 

مواضيع مشابهة

في حال لم تكن تطور لشركة ثابتة في السوق أصلاً وتستطيع التعامل مع تطوير تطبيقين لنظامين مختفين بالتوازي معاً، يصبح القرار محدداً إلى حد بعيد بنوع التطبيق الذي تطوره ونوع الخدمات التي تريد تقديمها والفائدة المرجوة من الأمر.

 

عندما يكون التطبيق خدمياً أو أنه يتبع لمنصة رقمية كأن تطور تطبيق تنظيم مصاريف مع مزامنة سحابية، فالأفضل أن تطوره للنظامين معاً حتى لو تضمن الأمر مخاطرة مالية ما نتيجة التكاليف المرتفعة للتطبيق. لكن وبالمقابل فالتطبيقات المستقلة لا تحتاج لأن تكون متوافرة على جميع المنصات معاً.

 

هناك اليوم العديد من أنواع التطبيقات التي تحاول تقديم خاصية محددة مفقودة في نظام ما، أو أنها تقدم خدمة مثل تعديل الصور أو الفيديو وهنا لا ضرورة حقيقية أو مستعجلة للتطوير لكل ما هو متاح، بل أن التطوير لنظام واحد فقط قد يكون منطقياً للمدى الطويل حتى، واليوم هناك العديد من التطبيقات الناجحة جداً والمتاحة على نظام iOS أو أندرويد فقط دوناً عن الآخر.

 

هل أنت واثق من فكرة التطبيق الذي تنوي تطويره وكونها ستنجح؟

 

كلما كانت ثقتك أعلى بأن فكرتك محسومة النجاح سيكون من المنطقي أن تتوسع إلى تطوير التطبيقات للنظامين معاً ودون تردد، حيث أن الانتظار قد يعني أن منافسين لك قد يصدرون تطبيقاً مستنسخاً عن فكرتك لكن على المنصة الأخرى وهنا ستخسر جزءاً من السوق دون شك حيث أن الأقدمية تلعب دوراً هاماً في بناء قاعدة مستخدمين فعالين للتطبيق.

 

بالمقابل، فالغالبية العظمى من التطبيقات تبدأ كفكرة تحتمل النجاح أو الفشل، وكما هو معروف فالغالبية العظمى من المشاريع الناجحة تفشل في الوصول إلى غاياتها. لذا وفي حال كان لديك أي شك بخصوص نجاح تطبيقك من عدمه سيكون الحكيم توفير المال والجهد وإطلاق التطبيق على نظام واحد فقط، ومن ثم انتظار ردود الفعل والنجاح، وفي حال كان التطبيق ناجحاً تستطيع العمل على نسخة للنظام الآخر، أما في حال الفشل ستتجنب بذلك المصاريف الإضافية الناتجة عن تطوير تطبيقين معاً.

 

للمطورين فقط: التخصص بنظام واحد هو خيارك الأفضل دائماً

 

في حال كنت مطوراً وتنوي دخول مجال تطوير التطبيقات، فالنصيحة الدائمة هنا هي أن البداية من نظام واحد أفضل دائماً من تشتيت جهودك بالعمل على نظامين وبيئتي تطوير مختلفتين جداً في نفس الوقت. ومع أن بعضاً من أفضل المطورين في العالم اليوم يستطيعون صنع التطبيقات لعدة منصات دون مشاكل، فحظوظك الأفضل هي التركيز على نظام واحد مع بعض المعرفة بالنظام الآخر لتتمكن من تعلم التطوير له في حال وصلت إلى مرحلة تثق فيها بقدرتك على التطوير للمنصتين معاً.

 

بالطبع فالعمل كمطور مستقل يستطيع التطوير لنظام واحد سيحد بشكل واضح من قدرتك على جذب الزبائن، لذا ففرصك الأفضل هي العمل في شركات برمجية في البداية على الأقل، أو من الممكن أن تتفق مع مطور مختص بالنظام الآخر بحيث تتقاسمان المشاريع التي تحتاج التطوير للنظامين معاً، وتتساعدا في العمل لجعل تجربة الاستخدام موحدة قدر الإمكان في نسختي التطبيق.

شارك المحتوى |
close icon