تقنية تتبع جديدة بالجوال يمكنها تحديد إذا تعرضت لفيروس كورونا

دعني أخبرك قصة قصيرة، يستيقظ محمد في الصباح ويرتدي ملابسه ثم يذهب إلى العمل، وهو في الطريق يضع سماعات الرأس ليستمع إلى موسيقاه المُفضّلة، وبينما هو في المواصلات لا ينتبه إلى أنّ الرجل الجالس خلفه بمسافة أقل من ثلاثة أمتار قد قام بالسعال.

 

لكن بعد أيام قليلة من هذا الحادث، يُفاجأ محمد برسالة عبر تطبيق حكومي تخُبره بأنّه قد تعرّض إلى شخص مُصاب بمرض كوفيد 19.

 

وصلت محمد هذه الرسالة لأن الرجل الذي كان خلفه في المواصلات ذهب إلى الطبيب واكتشف إصابته بالمرض، ثم حصل على كود خاص به ليُدخله في نفس التطبيق الذي أرسل الرسالة إلى محمد، وبمجرد أن فعل ذلك تم تحميل قائمة بيانات تحتوي على جميع التفاعلات التي قام بها مع مُستخدمي التطبيق الآخرين خلال الـ 21 يومًا الماضية. ليقوم التطبيق بعد ذلك بإرسال نفس الرسالة إلى جميع المستخدمين الذي تعرضوا لهذا الشخص، بما في ذلك صديقنا مُحمد.

 

أبحاث واعدة في تحديد إصابات كورونا

 

هذا بالضبط هو ما خلصت إليه أبحاث فريق يضم أكثر من 130 عالم وتقني أوروبي، فبعد ثلاثة أسابيع من العمل المستمر، كشفت المجموعة عن إطار عمل لدعم هذا المُخطط، يُسمى مشروع التتبع عن قُرب والحفاظ على الخصوصية في عموم أوروبا، أو ما بات يُعرف اختصارًا بـ PEPP-PT.

 

ويعتقد العلماء أن هذا المشروع البحثي يُمكن أن يساهم في عودة الناس إلى العمل مع الحد من مخاطر انتشار فيروس كورونا الجديد، وذلك باستخدام إشارات لاسلكية بين الهواتف الذكية لاكتشاف الأشخاص الذين تعرضوا إلى مريض كوفيد 19، ومن ثم إرسال تنبيه لهم.

 

مواضيع مشابهة

وتعتمد تقنية PEPP-PT على طاقة البلوتوث المنخفضة (BLE) لأداء عملية تتبع الاتصال، وتتضمن العملية معرفة الأشخاص الذين اتصلوا بالمريض، ثم توجيههم إلى عزل أنفسهم عن الآخرين.

 

المُثير للاهتمام في هذه المبادرة أنّها تحافظ على خصوصية المستخدمين في المقام الأول، كما أنّها مجانية وسهلة التطبيق وقابلة للتوسّع في جميع أنحاء العالم دون انتهاك خصوصية البيانات، على عكس بعض مبادرات التتبع الأخرى التي ظهرت في دول مثل الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية.

 

وقال هانز كريستيان بوس، الباحث في الذكاء الاصطناعي والكمبيوتر والذي ساعد في تنظيم جهود الفريق: “قلنا، نحن بحاجة إلى القيام بشيء، ولكن لا يمكننا أن نفعل ذلك بالطريقة التي قامت بها الصين. إذا فعلنا ذلك، فإننا في نفس الوقت نستغني عن الحرية”.

 

وأشار إلى أنّ المشروع على استعداد لبناء وتوفير خوادم مجانية للدول ومُقدمي الخدمات الآخرين على نطاق واسع.

 

يجدر بالذكر أن مُعدلات انتشار فيروس كورونا الجديد ارتفعت بشدة خلال الأسابيع الأخيرة، ليصل عدد المصابين إلى أكثر من 1,133,000 وقت كتابة هذا التقرير، وتوفّي منهم قرابة ستين ألف شخص، وفقًا لموقع WorldMeter.

شارك المحتوى |
close icon