السبب المفاجئ لتوقف الإنترنت الفضائي لدى العديد من مستخدمي Starlink

منذ بدأ الإنترنت الفضائي بالظهور قبل سنوات عديدة كان امامه العديد من العقبات الواجب تجاوزها لمنافسة الطرق التقليدية لإيصال الإنترنت. وفي السنوات الأخيرة تمكنت شركة الفضاء الشهيرة SpaceX من تذليل العديد من هذه العقبات ضمن خدمتها Starlink باتباع أساليب جديدة ومختلفة عن السابق. حيث تمكنت الشركة من تحقيق تغطية شاملة في عدة أماكن من العالم، ووفرت سرعات إنترنت مرتفعة نسبياً وبسعر مقبول. لكن يبدو أن مساعي الشركة لنشر الإنترنت تواجه مشكلة من مصدر غير متوقع: شمس الصيف.

 

في الأسابيع الأخيرة بدأ العديد من مستخدمي إنترنت Starlink الفضائي بمواجهة مشكلة غريبة وغير متوقعة: إعادة تشغيل متكررة لجهاز استقبال الإنترنت، ومن ثم توقف كامل للإنترنت في ساعات ما بعد الظهيرة. وبالطبع فقد كان الأمر صادماً ومزعجاً للكثير من المستخدمين الذين دفعوا للحصول على إنترنت يعمل في كل مكان. لكن لو أن هؤلاء المستخدمين قرأوا شروط التشغيل الخاصة بالخدمة لكان فهم سبب المشكلة أبسط للاكتشاف.

 

ضمن شروط تقديم الخدمة لشبكة Starlink، يذكر أن الحرارة التشغيلية لأجهزة استقبال الإنترنت هي بين -22 و104 درجة فهرنهايت. وهو ما يعادل -30 حتى 40 درجة مئوية وفق مقياس سلسيوس المتعارف عليه عالمياً. وهنا تظهر مشكلة حقيقية، فالحرارة تتجاوز عتبة 40 درجة في العديد من الأماكن حول العالم. والآن مع فصل الصيف في النصف الشمالي من الأرض تمر العديد من المناطق بفترات متواصلة من الحرارة ضمن الأربعينيات. وحتى ضمن الولايات المتحدة التي هي مكان الفترة التجريبية للخدمة هناك عدة ولايات تصل إلى هذه المستويات من الحرارة.

 

ليزداد الطين بلة، فالمشكلة ليست بكون حرارة الجو فقط فوق 40 درجة مئوية، بل من الممكن حصول ذلك لأطباق استقبال Starlink في حرارة أدنى. حيث أن درجات الحرارة تقيس حرارة الجو فحسب، لكن من الممكن أن يسخن طبق الاستقبال إلى حرارة أعلى من الجو. حيث أن طبق الاستقبال معدني وقاتم اللون نسبياً، ومن السهل أن ترتفع حرارته بشدة تحت أشعة الشمس.

 


مواضيع مشابهة

مواضيع قد تهمك:


 

حالياً لا يبدو أن هناك أي حل بسيط ومستمر لهذه المشكلة للمستخدمين. وفي حال لم يتم تطوير أطباق استقبال لا تتوقف ضمن هذا المدى الحراري سيكون الأمر مشكلة لشركة SpaceX. حيث أن التغطية العالمية لطالما كانت أحد أهم النقاط التسويقية لخدمة Starlink.

 

بالطبع هناك بعض الحلول المؤقتة التي تفيد في خفض حرارة طبق الاستقبال لجعله يستمر بالعمل حتى ولو كان تحت الشمس. حيث أن رش رذاذ الماء مثلاً هو طريقة شديدة الفعالية لذلك، لكن يجب أن تكون مستمرة. كما أن استخدام طرق التبريد التقليدية مثل المراوح والمبادلات الحرارية ممكنة أيضاً. سيؤدي استخدام هذه الطرق إلى فقدان المظهر المميز لأطباق الاستقبال بالطبع، لكن هذه المقايضة رابحة إن كان الخيار البديل يتضمن خسارة الاتصال بالإنترنت.

شارك المحتوى |
close icon