جغرافية الجرائم الالكترونية

حينما تم اختراق سوني بيكتشرز فان خبراء الجرائم الالكترونية كان اول استنتاجاتهم ان كوريا الشمالية هى من قامت بهذا الهجوم. ان الامور تحدث بسرعة فى عالم التكنولوجيا و الان الكثير من الخبراء يتبنون الفكرة الاصلية و هى ان كوريا قامت بالالتفاف حول سوني لتدميرها من اجل الانتقام من فيلم The Interview و هو فيلم كوميدى يظهر عملية اغتيال لرئيس كوريا الشمالية الحالى.

 

فى حين اعلنت كوريا الشمالية انها ليست هى المسؤلة عن عملية الاختراق فى حين ان بعض الخبراء من الولايات المتحدة يدعون ان من الممكن ان تكون كوريا الشمالية ليست هى من وراء الاختراق و انها تقول الحقيقة. اخذين فى اعتبارهم الادلة التى قدمتها الشرطة الفيدرالية ان هناك قراصنة يعملون تحت اوامر الحكومة الشيعوية فان الخبارء يقولون ان هذا ليس بكاف لتجريم الحكومة الكورية.

 

فى حين اعلن سام جلينس المدير التنفيذى لشركة الحماية الشبكية نورس Norse " من الواضح الينا انه بناء على الادلة القضائية التى قمنا بجمعها فان كوريا الشمالية ليست مسؤلة عن التحريض او الهجوم على سوني".

 

للبعض فان فكرة ان كوريا الشمالية المسؤلة عن الهجوم كونها لا تزال فى حرب رسميا مع الولايات المتحدة لا تعد مفاجأة.كوريا الشمالية لم تكن ابدا على رادار هجمات الشبكات و لكن اذا لم تكن كوريا الشمالية فمن هو المسؤل.

 

و فى الترتيب السنوى لشركة سيمانتك Symantec  فان ترتيب الدول ال 20 الاولى المتصدرة فى الهجمات على الشبكات فان الخمس الاوائل هم الولايات المتحدة ثم الصين ثم المانيا ثم بريطانيا ثم البرازيل. و الثلاثة فى نهاية القائمة هم الارجنتين و استراليا و اسرائيل. اما روسيا فاتت فى المرتبة ال 12 و كوريا الجنوبية فى المرتبة ال 14 اما كوريا الشمالية فلم تكن ال 20 الاوائل.

 

ان قمت بتجميع 10 امريكين على طاولة واحدة فى مقهى انترنت فان الكلام سيتحول بالتاكيد الى الاختراق و الجرائم الالكترونية و كيف ان روسيا هى الملامة. و لكن فى الحقيقة هذا الكلام غير صحيح فبينما روسيا كانت نشطة فى الهجمات  الالكترونية  فانهم لعبوا ادوار صغيرة على المستوى العالمى.

مواضيع مشابهة

 

و بالنسبة للكثيرين من خبراء الاختراق اذا اراد شخص ما اختراق هاتف فبدلا من التخطيط لهجمة الكترونية او شراء برنامج غير مضمون لتحويل الحسابات البنكية و المعلومات المالية فان كل ما عليك هو البحث فى منتديات الاتحاد السوفيتى . كمية المعلومات عن الهجمات الالكترونية و البرامج المتوفرة لتلك الجرائم على الصفحات الروسية تحطى لمحة صغيرة على العالم السفلى لروسيا و الذى كلف العالم الغربى مليارات من اجل مكافحة سرقة البطاقات الائتمانية و البطاقات المزيفة.و لكن اذا كانت روسيا بهذه الجودة فلماذا ما زالت فى المرتبة ال 12؟

 

يقول فيتالى احد الباحثين فى الهجمات الالكترونية " اذا نظرت للهجمات من حيث الكمية فان الصين هى المتصدرة و تليها امريكا اللاتينية و من ثم اوروبا الشرقية . اما اذا نظرت للهجمات من ناحية الجودة فان روسيا هى المتصدرة".

 

كلمة الاختراق او الهاك وحدها كافية بان تشعل الحرارة بين محبى التقنيات و لكن ليست كل عمليات الاختراق غير قانوينة. و لكن رغم ذلك فان فان مجمع الاتصالات الحاسوبية الروسية تسير على السجادة الحمراء فى عالم الاختراقات.

 

روسيا ليست فقط الرائدة فى جودة اختراق الشبكات و لكنها ايضا المسؤلة عن اكبر عملية اختراق فى التاريخ الامريكى. حيث ان اكبر قضية اختراق تنتمى الى روسيا و هو برنامج يعمل على توليد بيانات بطاقات ائتمانية و قد كلف الولايات المتحدة و شركاتها ما يزيد عن 300 مليار دولار امريكي.

 

وقد اتخذت الحكومة الروسية حتى الآن عدم للتعامل مع المشكلة. ويقول الخبراء إن طالما قراصنة يستهدفون الضحايا الأجانب فان السلطات الروسية سوف تسمح للقراصنة ببناء الأدوات الرقمية اللازمة لاضعاف الحواسيب و امن الانترنت. ثم تأمل السلطات الروسية استخدام الأدوات المتقدمة  للتجسس الإلكتروني لاهدافها الخاصة.

شارك المحتوى |
close icon