جيف بيزوس ليس رائد فضاء وفق القواعد الجديدة لإدارة الطيران الفدرالية الأمريكية

قبل أيام فقط، صنع جيف بيزوس التاريخ بأول رحلة سياحة فضائية من شركة Blue Origin التي أسسها منذ مطلع الألفية. حيث وصل بيزوس وشقيقه وراكبان آخران إلى ارتفاع يتجاوز 100 كيلومتر في السماء متجاوزين خط كارمان الفاصل بين الأرض والفضاء. ومع أن إنجاز بيزوس كان قد تعكر بقيام الملياردير الإنجليزي ريتشارد برانسون برحلة مشابهة قبله بأيام، فالإنجاز كافٍ ليعتبر بيزوس رائد فضاء. أو أنه كان ليكون كذلك لولا مشكلة وحيدة: القواعد قد تغيرت.

 

حتى أيام مضت، كانت إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية تمتلك قواعد بسيطة لاعتبار الشخص رائد فضاء إن كان ضمن رحلة تجارية:

 

  • يجب أن يكون رائد الفضاء أحد أعضاء طاقم رحلة مرخصة من الإدارة بشكل رسمي.
  • يجب أن تصل الرحلة إلى ارتفاع يتجاوز 50 ميلاً (80 كيلومتراً) عن سطح الأرض.

 

وبالطبع فقد حققت رحلة بيزوس كلاً من الشرطين السابقين. ووفق برنامج “أجنحة رواد الفضاء” يفترض أن يعتبر بيزوس وشقيقه والراكبان الآخران رواد فضاء. كما يجب أن يحصلوا على شعار مجنح بلون ذهبي يخلد إنجازهم. لكن وفي يوم الرحلة تماماً أتت المفاجئة بتغيير القواعد التي كانت ثابتة منذ عام 2004 في الواقع.

 

وفق القواعد الجديدة، يجب أن يكون الركاب مشاركين بعملية الإقلاع بشكل مساهم لسلامة الرحلة والركاب. وبالنظر إلى كون رحلات صاروخ New Shepard مؤتمتة تماماً دون الحاجة لطاقم عمل هناك مشكلة. حيث أن بيزوس وشقيقع ورائدة الفضاء ذات 82 عاماً والمراهق بعمر 18 عاماً لم يحققوا الشرط الجديد لاعتبارهم رواد فضاء. وفي حال تم الالتزام بالقواعد الصادرة في توقيت مثير للشك بشدة، قد لا يحصلون على الشعار والتسمية الرسمية أصلاً.

 


مواضيع مشابهة

مواضيع قد تهمك:


 

بالطبع لم يأت قرار إدارة الطيران الأمريكية كنكاية بجيف بيزوس أو رحلته بالضرورة. بل أن هناك سبباً أساسياً للأمر: تمييز رائد فضاء تجاري هو شرف كبير بنظر الإدارة ومتلقيه. ويبدو أن هناك نية لجعل اللقب محصوراً بأولئك الذين يساعدون بشكل فعال في استكشاف الفضاء بدلاً من منحه لأي شخص يعبر خطاً تخيلياً. حيث أن السياحة الفضائية على وشك البداية بشكل كبير وتضخم عدد رواد الفضاء المعترف بهم ليس ضمن أجندة الإدارة.

 

يذكر أن ريتشارد برانسون الذي سافر إلى حافة الفضاء قبل بيزوس بأيام سيحصل على اللقب على الأرجح لكن دون تأكيد. حيث أن رحلة برانسون كانت قبل القواعد الجديدة أصلاً من جهة، كما أن برانسون حقق الشرط الإضافي على أي حال بمشاركته بالتحكم بالرحلة مع باقي الطاقم.

شارك المحتوى |
close icon