لماذا تصنع بطاقات الرسوميات من العديد من الشركات المختلفة بدل إنتاجها من Nvidia وAMD فقط؟

قبل أسابيع فقط من الآن كشفت شركة Nvidia الرائدة في مجال بطاقات الرسوميات عن الجيل الجديد من بطاقات رسومياتها المخصصة للألعاب ضمن فئة RTX، وكما بات معتاداً كل عام ستتوافر بطاقات الرسوميات هذه من عدة شركات مختلفة في الواقع، حيث يمكن الحصول على إصدار Nvidia النادر للغاية أو الحصول على الإصدارات التي تصنعها أي من EVGA أو ASUS أو MSI أو Gigabyte أو العديد من الشركات الأخرى.

 

الأمر ليس حصرياً لشركة Nvidia بالطبع، بل أن الأمر يحصل بشكل مشابه مع بطاقات الرسوميات من شركة AMD المنافسة، فمع أن الشركة تصنع بعض بطاقات رسومياتها، فالحصة الأكبر بكثير من البطاقات المباعة تصنع من شركات مستقلة أخرى.

 

لذا ومن حيث المبدأ لا توجد شركتا بطاقات رسوميات فقط، بل أن هناك العديد من الشركات المختلفة والمتنوعة والتي تقدم عشرات الخيارات المختلفة من كل بطاقة رسوميات عادة، وفي هذا الموضوع سنخوض في سبب هذا الأمر وما الذي يدفع الشركات لهذه السياسة.

 

الفرق بين وحدة معالجة الرسوميات (GPU) وبطاقة الرسوميات (Graphics Card)

 

 

مع أن الكثيرين قد يخلطون بين مفهومي وحدة معالجة الرسوميات وبطاقة الرسوميات، فالمفهومان مختلفان للغاية في الواقع، والخلط بينهما أشبه بوصف كامل اللوحة الأم للحاسوب بأنها المعالج فقط.

 

من حيث المبدأ وحدة معالجة الرسوميات (GPU) هي شريحة إلكترونية تتولى التعامل مع الرسوميات ضمن الحاسوب بشكل مشابه لما يقوم به المعالج بالنسبة للمهام المعتادة، لكن ومع ظهور الواجهات الرسومية والألعاب وبرامج التصميم ثلاثي الأبعاد أخذت معالجات الرسوميات بالنمو من حيث الأهمية، وباتت أجزاء مستقلة من الحاسوب تمتلك ذاكرة وصول عشوائي ووحدة تزود بالطاقة خاصة بها. لذا باتت معالجات الرسوميات توضع على شرائح إلكترونية أكبر تتضمن مكونات أخرى، ومعاً تسمى هذه الأجزاء بطاقة رسوميات.

 

اليوم تهيمن كل من شركتا Nvidia وAMD على كامل سوق معالجات الرسوميات الحاسوبية، لكن عند الحديث عن بطاقات الرسوميات ككل فهي تصنع من العديد من الشركات المختلفة التي تشتري وحدات معالجة الرسوميات من Nvidia أو AMD ومن ثم تصمم بطاقات رسوميات مخصصة لتشغيلها.

 

مع كل جيل جديد من بطاقات الرسوميات عادة ما تصدر شركتا Nvidia وAMD بطاقات رسوميات من تصنيعها (عادة ما توسم بتسميات مثل Founder’s Edition) لكن بكميات محدودة، كم تضع تصاميم مرجعية لتقوم الشركات الأخرى بصنع بطاقات الرسوميات وفق معايير محددة مع حدود دنيا واضحة للمواصفات.

 

اقرأ أيضاً: لماذا تتجه أجهزة الألعاب إلى هجر محركات الأقراص

 

ما هي الاختلافات بين بطاقات الرسوميات من الشركات المختلفة؟

 

 

لنفرض جدلاً أنك قررت الحصول على بطاقة رسوميات من فئة RTX 3080 الجديدة من Nvidia. هنا ستجد نفسك أمام عشرات الخيارات المختلفة لهذه البطاقة تبعاً للشركة المصنعة وحتى المواصفات الداخلية في الواقع. حيث أن بطاقات الرسوميات من نفس الفئة ليست متساوية حقاً بل من الممكن أن تتضمن فروقاً كبرى تتضمن أموراً مثل:

 

• حجم ذاكرة الرسوميات: حيث يمكن أن تتراوح بشكل كبير، حسب الحاجة، وفي بعض الحالات تكون الخيارات العليا أكبر بأضعاف من الحدود الدنيا.
• تردد وحدة معالجة الرسوميات: كلما كان التردد أعلى تعمل وحدة معالجة الرسوميات بشكل أسرع، لكنها تنتج المزيد من الحرارة وتستهلك المزيد من الطاقة. لذا من الشائع أن تقوم بطاقات الرسوميات بإتاحة مجال متنوع يتراوح من تخفيض تردد وحدة معالجة الرسوميات لتقليل بصمتها الحرارية أو رفعه لتحسين الأداء إلى الحد الأقصى.
• حلول التبريد: تتنوع بطاقات الرسوميات من حيث كيفية تبريدها، حيث يختلف عدد المراوح وسرعتها ووحجمها وعدد شفراتها وشكلها في الواقع، وذلك لتلبية مختلف الحاجات التي قد تتطلب بطاقة رسوميات هادئة أكثر ولو مع أداء أقل بكثير، أو أن الضجيج ليس مشكلة والتبريد الأقوى مفضل للحفاظ على الأداء العالي.

 

اقرأ أيضاً: كل منتج محدود مستهدف: تعرف على بوتات الشراء التلقائي ولماذا تستخدم؟

 

لماذا تصنع الشركات الأخرى بطاقات الرسوميات بدلاً من صنعها محلياً بالكامل؟

 

 

كل من شركتي Nvidia وAMD كبيرتان دون شك، فالأولى تمتلك رأس مال سوقي يتجاوز 300 مليار دولار أمريكي، فيما الثانية تقترب من 100 مليار. لكن وعلى الرغم من الحجم الهائل لكل من الشركتين فتصنيع بطاقات الرسوميات على نطاق واسع لا يبدو فكرة مغرية حقاً وبالأخص كون الأمر يحتاج العديد من المكونات المتنوعة ويمتلك هامش ربح ضئيل إلى حد بعيد.

 

المشكلة الأساسية هنا هي التنوع الكبير، حيث أن المستخدمين يفضلون بطاقات الرسوميات التي تمتلك المواصفات والسعر المناسبين، وتقديم هذه الخيارات يعني إنتاج عشرات بطاقات الرسوميات بموديلات وحتى تصاميم مختلفة لن تكون مرضية بالضرورة إن صنعت من شركة واحدة، كما أن الاستثمار في بناء مصانع ومنشئات كبرى لتحقيق أرباح طفيفة ليس فكرة محبذة دائماً.

 

من حيث المبدأ شركة AMD لا تقوم بتصنيع معالجات الرسوميات الخاصة بها أصلاً، بل أنها تقوم بالتصميم وتترك مهمة التصنيع لشركة TSMC التايوانية والتي تمتلك قدرات أفضل بمراحل مما كان ليتاح لشركة AMD في حال قررت بناء مصانعها الخاصة لهذه الغاية.

 

اقرأ أيضاً: ما هي بطاقات الرسوميات الخارجية (External GPU)؟ كيف تعمل وهل هي مفيدة؟

 

في الواقع شركات معالجات الرسوميات ليست الوحيدة التي تقوم بهذا النوع من الأمور، فمن حيث المبدأ تقوم شركة Intel المختصة بالمعالجات بأمر مشابه من حيث كونها تصنع معالجاتها فقط، فيما تتيح للشركات الأخرى المتنوعة صنع اللابتوبات أو الحواسيب المكتبية المبنية مسبقاً بدلاً من أن تقوم بالأمر بنفسها بشكل كامل.

 

يعتمد الأمر هنا على الجدوى المالية قبل أي شيء آخر، وفي حال وجدت شركات Nvidia وAMD أن بناء مصانعها الخاصة وصنع بطاقات الرسوميات دون الاستعانة بشركات أخرى هي أمر مربح ولو على المدى البعيد لكانت قامت بالأمر على الأرجح ولو أن ذلك خارج اختصاصها الأساسي المعني بمعالجات الرسوميات بالتحديد.