كيف تبدع في فن العلاقات العامة دون خبرة؟

عند محاولة تأسيس عمل جديد من الصفر، فإن معظم رواد الأعمال يتطلعون لأن يذيع صيتهم في الآفاق ويعلنوا عن أعمالهم الجديدة في كل الأوساط ذات الصلة.

 

وحتى ينجحوا في ذلك لابد لهم من أن يعلبوا دور حلقة الوصل الخارقة بربط أنفسهم مع كل الأشخاص ذوي الصلة بعملهم سواء أكانوا عملاء محتملين، أو منافسين، أو باحثين، أو خبراء، أو نقاد، أو مستهلكين لخدماتهم من فترة لأخرى حتى.

وهذا يعني أن تحصل على عشيرة تخلص لك من كل هؤلاء، وقد يكون ذلك صعب المنال خاصة إن لم تكن مهارة التشبيك وفن العلاقات العامة ليسا من صفاتك الموروثة، ولكنه ليس مستحيلاً. وهنا نستعرض ثلاثة من الطرق المفيدة لبناء علاقات عامة حيوية لأعمالك الجديدة:

 

١- تنمية رأس المال الاجتماعي:

رأس المال الاجتماعي هو العملة الحقيقية التي تقوي شركتك وتفتح لك الأبواب نحو مزيد من الفرص في مجال عملك. وهو يتعلق بمعارفك ومعارفهم، وما إن كان ذلك الشخص يريد مساعدتك حقاً أم لا.

فبدلاً عن طلب ما تريده من شخص آخر فكر في علاقاتك وكيف يمكن أن تساعدهم. فهذا يوسع من شبكتك بشكل طبيعي، وعليه فعندما تريد تقديم شركتك لأحد ما أو تكون في حاجة للمساعدة فليس هنالك خياراً أفضل ممن سبق وتلقى مساعدتك، عملاً بالقاعدة “وما جزاء الإحسان إلا الإحسان”.

 

ولا تنسى أن تضع قائمة بزملائك ومعارفك الذين يتمتعون بشعبية فائقة، لطلب نصيحتهم في كل ما يتعلق بالإعلان عن منتجاتك أو تجربتها، أو تقييمها.

 

وعلى الرغم من أن راس المال الاجتماعي ليس من الموارد المادية، لكنه يظل من العوامل التي تقود إلى النجاح. فسعة دائرتك الاجتماعية كرائد للأعمال تمنحك فرصة لمساعدة عدد أكبر وبالتالي تنمية قدراتك ونفوذك بما يكفي لدعم مشروعك الجديد أو شركتك النامية.

 

٢-  اتبع استراتيجية للتشبيك:

مواضيع مشابهة

التشبيك عامل ضروري جدا لعملك، ولممارسته بالشكل السليم ينبغي عليك التخطيط له. فكر لفترة قصيرة في العدد الضخم من الرسائل الإلكترونية التي يتلقاها شخص كمارك كوبان في اليوم من الأشخاص الذين لم ينجحوا في بيع أي منتج في حياتهم ولم يجنوا أية أموال.

العشوائية في التعامل مع العلاقات العامة ليست بالشيء المرغوب فيه، لأنه إن لم يضرك بإدخال عناصر غير مستحبة إلى دائرتك الاجتماعية، فإنه ربما يكون من قبيل إهدار الموارد وإضاعة الوقت بدلاً عن استثماره في توثيق علاقات جيدة موجودة بالفعل أو جديدة. عليه يجب وضع خطة وسياسة عملية لبناء العلاقات العامة في الإطار المهني. وهذا يحتم عليك الاستفادة من الاجتماعات المحلية، المناسبات، والمسابقات، والأيام المفتوحة، وحفلات افتتاح الأعمال الجديدة، ودعوة الآخرين إلى مناسباتك خاصة المستثمرين والممولين والمعارف والمستفيدين من خدماتك ومنتجاتك، والاشتراك في خدمات التنويه لمثل هذه الفعاليات، وإتاحة الفرصة للآخرين للحصول على أخبارك ايضاً.

 

فضلاً عن هذا فكر في ممن يجب التواصل معهم وما يؤهلهم لذلك. وهل ستمثل هذه العلاقة شركتك في الأوساط المناسبة؟ هل يعرفون مجال عملك؟ هل هنالك قرابة بين تخصصك وتخصصاتهم؟ فخلق العلاقات الاستراتيجية مهم للغاية لنمو الأعمال واستقرارها على حد سواء.

 

٣-  ركز على الجودة في العلاقات:

وهذا الشيء لا ينطبق بأي حال من الأحوال على هواة جمع بطاقات الأعمال. فلا يمكنك مقابلة خمسين شخصاً في مؤتمر يستغرق ثلاثة أيام وتتوقع بناء شبكة من المعارف في تلك الفترة.

فإن كنت تجيد فن العلاقات العامة فقد تخرج بربع أو ثلث هذه العدد من المعارف، لتتبادل معهم الأخبار، أو تعقد معهم الاجتماعات وتحضر أو تدعوهم لمناسبات مشتركة، طبعا بهدف واضح لكل علاقة جديدة.  فبعض رواد الأعمال ليس لديهم عدد كبير من جهات الاتصال في حسابهم على منصة لنكد إن LinkedIn  مثلا وبدلاً عن ذلك فإنهم يعملون مع جهات اتصال أقل ولكن تربطهم ببعضهم علائق اوثق وروابط أكثر عمقاً. فوضع خطة مناسبة لكل مجموعة من معارفك لتحديد احتياجاتك واتخاذ القرار بشأن من يمكنهم تقديم أفضل وأمثل مساعدة. وأضف إلى قائمة أولوياتك هؤلاء الذين يمكنهم الاستفادة من خبراتك ومواردك ممن تقابلهم.

 

المرة القادمة التي تجد نفسك فيها على الطرف الآخر من الطاولة مع أحد الزملاء، أو رواد الأعمال أو حتى نجم من نجوم المجتمع، فاحرص على أن تكون كريماً في بذلك للمعرفة والعلاقات والموارد، فكر ليس فقط بما تتوقعه من مصلحة من وراء هذه العلاقة المحتملة، بل بما يمكن أن يحققه الآخر من فائدة عبر التواصل والتعاون معك بصفتك رائد أعمال.  

وعندما تتعلم كل ما يمكنك تعلمه من معارفك الجدد، إبدأ على الفور بتسليم تلك المعرفة والموارد إلى الرواد الجدد الذين يحتاجون للتوجيه والمساعدة، وتبادل الأدوار هذا هو الوحيد الذي يمكنك معه التقدم دائماً إلى المستوى التالي.

 
شارك المحتوى |
close icon