ما هو السر وراء عدم تطوير مايكروسوفت برمجيات بنفس جودة جوجل؟

بالتأكيد قد ٍاور ذهنك سؤال مثل هذا من قبل، فكيف بهذه الشركة العملاقة أن تقدم تطبيقات وبرامج ليس بنفس قوة ومتانة تطبيقات شركة جوجل أو اي شركة غيرها، وسيجب على هذه التساؤلات المدير الأمني السابق لبرمجيات مايكروسوفت، ديفيد سيدمان وقد عمل بشركة جوجل كذلك.

 

عمل ديفيد في الشركتين، وتشير الإجابات إلى أن المشكلات التي تعالجها برامج مايكروسوفت معقدة أكثر مما تواجهه شركة جوجل وهي في الغالب صحيحة، فمتصفح كروم وإيدج متصفحان للإنترنت وأندرويد وويندوز فون نظامي تشغيل للهاتف وكروم OS وويندوز نظامي تشغيل للحاسوب المحمول ودرايف ووان درايف خدمتي تخزين عبر الإنترنت.

 

من المهم أن تدرك أن ويندوز قد واجهت منافسة جدية من جهاز ماكنتوش من شركة أبل في أوائل التسعينيات وواجهت برامج الأوفيس كذلك منافسة من وورد بيرفكت ولوتس وغيرها من البرمجيات المنافسة في اواخر التسعينيات، فقد حصلت برمجيات وورد بيرفكت على نسبة 50% من السوق عام 1995.

 

نتيجة لدراسة منطقية وُجد أن برمجيات ويندوز مليئة بالثغرات الأمنية، فنظام ويندوز وبرامج الأوفيس مليئة بالثغرات الأمنية الضخمة والتعليمات البرمجية سيئة التصميم، وذلك لأن الكود الأصلي لهذه البرمجيات قد تم بناؤها في الثمانينيات والتسعينيات ولم تتبع معايير هندسة البرمجيات الحديثة فلم تكن منتشرة آنذاك.

 

أدى نجاحها الكبير في السوق إلى تواجد العديد من تطبيقات الطرف الثالث التي تعتمد على السلوك المتوقع من النظام الأساسي ، ومع مرور الوقت أصبح هذا أكبر ميزة لهم وخاصة في سوق الشركات التي تستطيع الاستقرار بشكل خاص، لذا لا تستطيع شركة مايكروسوفت أن تتغير كثيرًا وسريعًا جدًا دون تحطيم كل شيء وفقدان ميزة السوق وهذا يمتد إلى متصفح مايكروسوفت.

 

مواضيع مشابهة

علاوة على ذلك، فالحاجة إلى الاستقرار تمنع القدرة على التحديث بسرعة وقد قامت شركة مايكروسوفت ببناء جميع أنظمتها لإنتاج تصحيحات عالية الاستقرار وبشكل غير متكرر مع اختبارات مطولة والكثير من المراجعات وعدد كبير من التغييرات لكل تحديث، لكن جوجل لديها فلسفة معاكسة فهي تُطلق التغييرات بشكل متكرر ولكن فقط لعدد صغير من المستخدمين في البداية وتقيس عن بعد المشاكل والقدرة على استعادة استقرار النظام بسهولة.

 

اتضح أن فلسفة جوجل متفوقة وذلك لأن الاختبار مع المستخدمين هي الأكثر فعالية من اجراء اختبار داخلي وهناك من المستخدمين من يتخلون عن الاستقرار للحصول على تحديثات أسرع، وتعليقات المستخدمين مهمة للغاية للتحقق من صحة الأفكار، أي بمعنى آخر توفر طريقة جوجل الجودة والسرعة والابتكار التي تفوق منتجات شركة مايكروسوفت وتعلمت شركة مايكروسوفت ذلك وبدأت بالفعل في تهيئة الأمر بطريقة صحيحة مع نظام التشغيل ويندوز 10 ومتصفح إيدج ولكن سيستغرق الأمر بعض الوقت للحاق بهم.

 

أخيرًا، تُقدر ثقافة جوجل فنيًا الهندسة المتميزة وهذا ما لا تفعله شركة مايكروسوفت، فموظفو شركة جوجل ينفذون المهام بشكل صحيح حتى وإن استغرق الأمر وقتًا أطول وأكثر تكلفة، فليس الأمر مرتكزًا على القيمة التجارية وإهمال القيمة الثقافية وتستطيع جوجل تحمل الديون الفنية والتزام الصدق فيه وسداد قيمتها.

 

أما عن مايكروسوفت، فهي تفشل دائمًا في تصدي للاختراقات فقد أنشئت برمجيات مثل شير بوينت ووان درايف وخدمات أخرى عبر الإنترنت في العصر الحديث لكنها تحمل كودًا قديمًا وهذا سبب مشاكل في الجودة.

 

 

شارك المحتوى |
close icon