ما هي شاشات MicroLED؟ كيف تعمل ولماذا هي أفضل بوضوح من تقنيات الشاشات الموجودة اليوم؟

في حال كنت تنوي شراء تلفزيون جديد أو أي جهاز يمتلك شاشة اليوم فخياراتك محدودة في الواقع بواحد من خيارين نادراً ما يكون لهما ثالث: إما شاشات LCD الأرخص والأقوى وذات العمر الأطول لكن ذات مستوى التباين وجودة الألوان الأدنى، أو شاشات OLED التي تمتلك تبايناً لانهائياً وقدرة ممتازة على عرض الألوان، لكنها لا تعيش طويلاً ومن الممكن أن تعاني من مشاكل مثل Burn-In مع الوقت. لكن في السنوات التالية سيكون هناك خيار ثالث متفوق على كل ما هو متاح حالياً: شاشات MicroLED.

 

حتى كتابة هذه السطور لا تزال تقنية MicroLED ضمن مرحلة التطوير بالدرجة الأولى، فالمنتجات التي تستخدمها ويمكن شراؤها اليوم تعد على الأصابع، والأمر ناتج عن كون التقنية مكلفة بشكل هائل حالياً، لكن الأمور ستتغير دون شك ومع الوقت سيكون من الممكن صنع شاشات MicroLED مجدية اقتصادياً وضمن سعر مقبول يجعلها خياراً متاحاً للمستخدمين على الأقل.

 

في هذا الموضوع سنقوم بتناول تقنية MicroLED لنشرح الطريقة التي تعمل بها وما الذي يجعلها متفوقة في الواقع على تقنيات أخرى مثلى OLED أو Back-lit LCD.

 

ما هو المبدأ الأساسي لعمل شاشات MicroLED؟

 

ما هي شاشات MicroLED؟ كيف تعمل ولماذا هي أفضل بوضوح من تقنيات الشاشات الموجودة اليوم؟

 

تتكون جميع الشاشات الرقمية الحديثة من مربعات مضيئة صغيرة الحجم تسمى بكسلات، حيث تتواجد هذه المربعات الصغيرة بأعداد هائلة عادة، فالشاشات ذات دقة 1080p تمتلك حوالي مليوني بكسل فيما تتضمن شاشات 4K حوالي 8 ملايين بكسل. والفكرة هنا بالطريقة التي تتم إضاءة هذه البكسلات بها في الواقع.

 

في شاشات LCD يتم إضاءة البكسلات جميعها بالاعتماد على ضوء موجود في الخلفية ومن ثم التحكم بتعتيم كل بكسل على حدة، فيما يكون الأمر مختلفاً في شاشات OLED التي يتكون كل بكسل منها من 3 أضواء LED صغيرة الحجم ومصنوعة من مادة عضوية.

 

من حيث المبدأ تعتمد شاشات MicroLED نفس الفكرة الخاصة بشاشات OLED، لكن مع اختلاف واحد أساسي: تصنع الأضواء الصغيرة في شاشات MicroLED من مواد معدنية كما هو الحال في أضواء LED كبيرة الحجم، وذلك على عكس المواد العضوية المستخدمة في شاشات OLED.

 

ما الذي يجعل شاشات MicroLED أفضل من شاشات OLED؟

بينما تمتلك شاشات OLED العديد من ميزات الكبرى، فهي تعاني من مشكلة كبرى هي عمرها القصير نسبياً. حيث أن المواد العضوية المكونة للبكسلات في شاشات OLED تتفكك مع الزمن وبالتالي يصبح الضوء الذي تصدره أضعف مع الاستخدام المتكرر.

 

النتيجة هي أن شاشات OLED تمتلك عمراً افتراضياً قصيراً من جهة، كما أنها قد تعاني من مشكلة الاحتراق (Burn-in) حيث تكون بعض البكسلات مستهلكة أكثر من سواها وبالتالي تصبح البكسلات المستهلكة قاتمة وما حولها مضيء أكثر منها، وهذا الأمر مشكلة واضحة نتيجة كون مختلف الشاشات عادة ما تعرض عناصر ثابتة مثل شارات القنوات التلفزيونية أو شريط الإشعارات في شاشات الهواتف مثلاً.

 

مواضيع مشابهة

المميز في شاشات MicroLED هو أنها تستخدم أضواء مصنوعة من معادن ومواد أكثر ديمومة من المواد العضوية، مما يعني أنها تصمد لسنوات طويلة ولا تعاني بسهولة من مشاكل الاحتراق أو ضعف الإضاءة، أو أن هذه المشاكل تحتاج لسنوات عديدة وأضعاف المدة التي تحتاجها شاشات OLED لتعاني من المشكلة.

 

اقرأ أيضاً: OLED أم  LCD أم LED: أي نوع من شاشات التلفاز يُناسبك؟

 

ما الذي يجعل شاشات MicroLED أفضل من شاشات LCD؟

 

من حيث المبدأ فشاشات MicroLED أقرب إلى شاشات OLED من حيث طريقة العمل، وبالتالي فهي تمتلك جميع ميزات هذه الشاشات دوناً عن سلبياتها، وعند المقارنة مع شاشات LCD تظهر هذه الميزات بوضوح على شكل:

 

  • تباين لا نهائي وأكبر بكثير مما هو متاح عبر شاشات LCD مع لون أسود حقيقي.
  • وقت استجابة أسرع للبكسلات وبالنتيجة دعم معدلات تحديث أعلى أيضاً.
  • عرض ألوان أكثر حيوية وتألقاً.

 

اقرأ أيضاً: سامسونج تعلن عن تلفزيون ضخم مقاس 110 بوصة مع جودة MicroLED

 

لماذا لم تصبح شاشات MicroLED هي المسيطرة على سوق الشاشات اليوم؟

 

بكون شاشات MicroLED أفضل بمراحل مما هو متاح في أي من LCD أو OLED مع كل الميزات ودون أي من العيوب فمن المتوقع أن تكون النوع المسيطر على السوق، لكنها ليست كذلك وبالكاد يتم استخدامها اليوم في أية منتجات على الإطلاق، وهناك سببان أساسيان للأمر في الواقع:

 

لا تزال شاشات MicroLED مكلفة للغاية فأسعارها أكبر بأضعاف من شاشات OLED المعروفة بكونها باهظة الثمن حتى، وريثما تصبح ضمن مجال سعري مناسب للمستخدمين النهائيين ستبقى بعيدة عن مختلف المنتجات.

 

لا يزال من الضروري جعل أضواء LED أصغر حتى لتكون هذه التقنية مناسبة للشاشات الصغيرة ذات الدقة العالية كما شاشات الهواتف على سبيل المثال. فهي مناسبة كفاية اليوم لتستخدم في شاشات عملاقة تشغل جداراً بأكمله مثلاً، لكنها لا تزال أكبر من أن توضع بضعة ملايين منها ضمن مساحة صغيرة مثل شاشات الهواتف الذكية.

 

مع الوقت سيتم تخطي كل من العقبتين بطبيعة الحال، حيث هناك أساليب تجريبية لتصغير حجم أضواء LED لتناسب الشاشات الصغيرة منذ الآن، كما أن التقنيات تنخفض من حيث التكلفة بمرور الزمن، ومع الوقت ستصبح شاشات MicroLED رخيصة كفاية لتناسب المستخدمين والأجهزة الإلكترونية المختلفة.

شارك المحتوى |
close icon