مخترقون صينيون يستولون على مشاريع سرية للبحرية الأمريكية

تعرّضت أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمتعاقد (عميل) لدى البحرية الأمريكية للاختراق عن طريق مخترقين صينيين. وفقًا لصحيفة الواشنطن بوست، تمكّن المخترقون من سرقة معلومات وملفات متعلقة بمشاريع سرية تُقدّر مساحته بمئات الجيجابايت.

 

ووفقًا لتصريحات المسؤولين الذين تحدثوا مع الصحيفة، وقعت عملية الاختراق في يناير وفبراير من العام الحالي. وكان الهدف هو عميل لم يتم ذكر اسمه يعمل مع مركز الحروب البحرية تحت الماء، والذي تستخدمه البحرية الأمريكية كمركز للأبحاث والتطوير والاختبار والدعم للغواصات والأنظمة البحرية الهجومية والدفاعية المرتبطة بالبحر.

 

سرق المخترقون  614 جيجابايت من البيانات من المُتعاقد، وتتعلق هذه البيانات بمشروع Sea Dragon، وهو مشروع سرّي تقول وزارة الدفاع الأمريكية أنه ذو “قدرة هجومية مدمّرة” جديدة سيتم دمجها مع نظام أسلحة حالي، وتصف واشنطن بوست المشروع بأنه “صاروخ مضاد للسفن الأسرع من الصوت” يستخدم على متن الغواصات. بدأ المشروع في عام 2012، وكان من المقرر أن تبدأ الاختبارات رسميًا في سبتمبر 2018. وتقول الصحيفة أنه بالإضافة إلى معلومات مشروع Sea Dragon، سرق المخترقون أيضًا “إشارات وبيانات أجهزة استشعار بالإضافة إلى معلومات عن غرفة الإذاعة المتعلقة بأنظمة التشفير، ملفات من وحدة تطوير الغواصات البحرية في مكتبة الحرب الإلكترونية”.

 

مواضيع مشابهة

يأتي هذا الاختراق في وسط توترات جديدة بين الولايات المتحدة والصين، وقد عملت الأخيرة في السنوات الماضية على توسيع دائرة نفوذها بدءًا من السيطرة على بحر الصين الجنوبي، أداء التدريبات العسكرية باستمرار، وبناء الجزر الاصطناعية للمساعدة في دعم قواتها وتعزيز مطالبها الإقليمية. وقد أدّت هذه الإجراءات إلى زيادة التوترات مع جيرانها ومع الولايات المتحدة، والتي لها وجود بحري خاص بها في المنطقة. لذلك، فإن سرقة أسرار التكنولوجيا البحرية الأمريكية يُمكِن أن تُمثّل مشكلة كبيرةً إذا ما كانت الصين تحاول تطوير تدابير مضادة دفاعية، أو إنشاء نظام أسلحة متطور يُماثل النظام الأمريكي.

 

هذه ليست المرة الأولى التي يتورط بها متسللون صينيون مدعومون من الحكومة في سرقة بيانات من الجيش الأمريكي. ففي عام 2009، قام مخترقون صينيون بسرقة بيانات مشروع طائرة F-35 من البنتاجون الأمريكي، حيث تم سرقة حوالي تيرابايت من المعلومات المتعلقة بتصميم الطائرة. وفي عام 2014، قبضت السلطات الأمريكية على مواطن يُدعى Su Bin  واتهمته بالتآمر وسرقة معلومات متعلقة بمشروع طائرة النقل C-17، وطائرات مقاتلة من طراز F-22 و F-35.

 

ويُعتقد أن الجواسيس الصينيين قد حصلوا على بيانات متعلقة بمشاريع أخرى أيضًا. بما في ذلك نظام صواريخ باتريوت الدفاعية، ونظام دفاع  “ثاد – Thaad” الذي يستخدم في مناطق المرتفعات، ونظام دفاع الصواريخ الباليستية Aegis التابع للبحرية، وأكثر من ذلك. ففي بعض الحالات، طوّرت الصين أنظمة مماثلة تحمل أوجه تشابه مدهشة مع نظيراتها الأمريكية. والجدير بالذكر أيضًا أنه في عام 2014 و 2015، قام متسللون صينيون باختراق مكتب إدارة شؤون الموظفين التابع للحكومة الأمريكية، مما أدى إلى تسريب بيانات شخصية لأكثر من أربعة ملايين موظف حكومي أمريكي وتعريضهم للخطر.

 

شارك المحتوى |
close icon