مهنة المحاماة قد تكون المهنة التالية التي يحل محلها الآلات

غالبًا ما يُلقى اللوم على التقنية لتدميرها وظائف الطبقة العاملة التقليدية في قطاعات مثل التصنيع والتجزئة، لكن وظائف الياقات الزرقاء لن تكون معرضة للخطر، لكن مهنة المحاماة -والتي تصنف ضمن الوظائف الثقيلة- على وشك التحول إلى أتمتة كاملة وذلك بعد تطوير منصات الذكاء الاصطناعي التي يُمكنها إنجاز العمل بشكل قانوني.

 

ستقوم هذه المنصات بإعداد مستندات للأدلة والتي تعرض على القاضي مع مراجعة العقود وإبرامها وإمكانية تحديد الاحتيال المحتمل وسوء السلوك والقيام بأبحاث قانونية وإجراء فحص شامل قبل استحواذ الشركات، وهذه المهام ما يقوم بها المحامي العادي من البشر.

 

مع أتمتة العملية القانونية تزيد الكفاءة وتوفر أموال العملاء ولكنها تؤدي إلى انخفاض عدد الوظائف في القطاع وهنا تبدأ التقنية في استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي وتتوغل أكثر، وعلى النقيض يؤكد مناصرو الذكاء الاصطناعي أن هناك زيادة في القوة العاملة بالقطاع وستخفض التقنية من التكاليف وليس عدد البشر العاملين به.

 

ما الذي تفعله الآلات أفضل من البشر؟

 

هذه إحدى الأسئلة التي أثيرت حول توغل الذكاء الاصطناعي في العملية القانونية، فما الذي تستطيع الآلات تقديمه للعميل بدلًا من المحامي ذو الخبرة الكبيرة والمتمرس في عمله؟ وأجاب على ذلك جاي ليب، المؤسس والعضو المنتدب بشركة NexLP والذي يقدم خدمة الاستكشاف الإلكتروني قائلًا أن منصة الذكاء الاصطناعي تستطيع البحث في الوثائق عن أي معلومات ذات صلة بالدعاوى القضائية المطلوبة وغيرها من الدعاوى القضائية الأخرى.

 

مواضيع مشابهة

فالمحامون البشر غير جيدين في البحث عن كلمات مفتاحية بعينها وهو ما يستطيع الذكاء الاصطناعي فعله، فمراجعة كم هائل من المعلومات بشكل سريع لاستخراج معلومات معينة قد يكون مرهقًا على البشر لكن جيدًا بالنسبة للآلات، فهي لا تتعب أو تشعر بالجوع أو النوم.

 

في مقارنة بين منصة RAVN ونظائرها من البشر في عملية تحديد وسحب عناصر معينة في العقود، كان النظام يتمتع بمستوى عالٍ من الدقة وسرعة في التنفيذ عن البشر، ونحن نتحدث هنا عن دقائق مقابل أيام.

 

الشركات تتهافت على هذه الأنظمة

 

كان القطاع القانوني بطيء الحركة فيما يتعلق بتطوير تقنيات جديدة لإدارة الأعمال، لكن هذا تغير مع اتجاه الشركات الكُبرى إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، حيث تعمل منصة ROSS Intelligence على تطوير نظام بحث قانوني يستند إلى نظام الحوسبة الإدراكية الخاص بنظام واتسون من شركة IBM وهو ما يتم استخدامه حاليًا في عدد من أكبر شركات المحاماة في العالم بما في ذلك شركتي Dentons,  و Latham & Watkins.

 

يقول أندرو أرودا، الرئيس التنفيذي لشركة ROSS Intelligence أن الشركة تعمل بالتعاون مع محامين من المؤسسات داخل الشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة ومحامين مستقلين، بالإضافة إلى كليات الحقوق وجمعيات المحامين، وقد بدأوا بالفعل توفير ما يقرب من 20-30 ساعة من الوقت المخصص لكل حالة وهذا ما يساعد العملاء، وبهذا استطاع النظام خفضت نسبة 70% المتمثلة في المهام البشرية للاستكشاف.

 

 

شارك المحتوى |
close icon