هل ستعيد هذه البرامج الأموات إلى الحياة افتراضياً ؟

إذا كنا سنقتبس شيئاً من القصص الخيالية فمن غير المتوقع أن تكون عودة الأموات إلى الحياة خياراً مثالياً، ومن الإغريق القدامى حتى المرآة السوداء وقصص الخيال العلمي تخبرنا بمساوئ استدعاء الأموات للحياة.

 

لكن أحد رواد الأعمال يعمل على نفي هذه الحقيقة من خلال سعيه لإنشاء نسخ رقمية للأموات، فقد درس “ماريوس اورساش” البالغ من العمر 41 عاماً الطب في رومانيا ومؤخراً بدا يأخذ دروساً في معهد ماساتشوستس للتقنيات حيث بدأ مشروعه الجديد ” ايتيرنيم Eternime”

 

 

ايتيرنيم

 

تم تأسيس هذه الشركة في عام 2014 وهي تسعى لجعل الناس “خالدين افتراضياً” من خلال إنشاء تجسيد رقمي للناس بعد وفاتهم، وبعد فترة قصيرة من التأسيس كان لوفاة أعز أصدقاء أورساش دور مهم في إعطاء المشروع معنىً وقيمة جديدين.

 

وفي الوقت الحالي يوجد تطبيق خاص بايتيرنيم يجمع البيانات حولك عبر طريقتين الأولى من خلال جمع البيانات الخاصة بهاتفك الذكي والثانية من خلال توجيه أسئلة لك عبر الحاسوب، وتكمن الفكرة في جمع كمية كافية من البيانات كي تتمكن التقنية من إنشاء تجسيد افتراضي لك بعد وفاتك يمكن لمحبيك أن يتفاعلوا معه، وصرح أورساش قائلاً :

 

” نحن نجمع البيانات الخاصة بالمواقع، الحركة، النشاط، البيانات الصحية، بيانات النوم، الصور، الرسائل التي يستخدمها المستخدم، كما نجمع أيضاً بيانات فيسبوك من المصادر الخارجية.”

 

 

وشملت الاختبارات التجريبية قبولاً من أكثر من 40000 شخص وفقاً لموقع ايتيرنيم لكنها متوافرة حاليا لدى 40 شخصاً فقط، ويطلب الاختبار من المستخدمين تأريخ حياتهم اليومية، وتحدث موقع Business Insider إلى كلوديو جوجاتو أحد مختبري هذا الموقع الذي صرح قائلاً :

 

” بالنسبة لي الأمر مهم جداً وأنا استخدم الموقع يومياً كصحيفة شخصية وأضع فيها الكثير من البيانات بخصوص كيف كان يومي وكيف كنت أشعر، ومن الرائع أنه يتزامن مع حسابي على فيسبوك ومع صوري الموجودة في الهاتف.”

 

كيف تريد أن يتم تذكرك؟

مواضيع مشابهة

 

الفكرة نفسها خطرت ببال اوجينيا كويدا عندما توفي صديقها رومان مازورينكو في حادث سيارة في عام 2015 حين قررت إنشاء تجسيد افتراضي حاسوبي له، حيث قامت بجمع أكثر من 10000 رسالة من رسائله واستعانت بمهندس ذكاء اصطناعي متميز لمحاكاة الطريقة التي كان يتحدث بها رومان.

 

وهذه كانت بداية تطبيق Replika الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي ليعلم عنك من خلال محادثتك معه، ويملك هذا التطبيق أكثر من 200000 مستخدم نشط شهرياً وجمع أكثر من 11 مليون دولار من المستثمرين، ويعتقد اورساش أن Replica هو المنافس الأول لتطبيق ايتيرنيم.

 

مخاطر الخلود الافتراضي

 

صرح أحد الباحثين في اوكسفورد أن المشكلة الأساسية تكمن عند التحديث البرمجي، فعندما تقوم بالتسجيل في هذا النوع من التطبيقات فإنك لن تكون قادراً على الخروج من أي تحديث برمجي من شأنه أن يغير طريقة عمل ايتيرينيم مثلاً بعد وفاتك.

 

كما نوه أيضاً إلى أن اللوغاريتمات قد تعمل أحياناً لا يمكن التنبؤ به، فالمستخدمون في الوقت الحالي يعلمون كيف سيتم استخدام البيانات بعد وفاتهم لكن هذا الأمر ليس مضموناً دائماً.

 

إضافة لذلك هناك تساؤل حول ما إذا كان هذا النوع من التطبيقات صحياً بالنسبة للأحياء وما إذا كان له تاثيرات إيجابية أم لا.

وللمزيد من الاخبار المشابهة :

عدد حسابات الموتى ستتجاوز عدد الأحياء في فيسبوك خلال 50 عامًا

كيف ساعدت المؤثرات البصرية على إحياء الموتى افتراضيًا؟

ماذا تعرف عن الشركات الناشئة الzombies؟

شارك المحتوى |
مصدر المصدر
close icon