هل يجب أن تبدأ تطوير التطبيقات لنظام iOS أم لنظام Android أولاً؟

بالنسبة لأي مطور تطبيقات طامح بمستقبل في المجال، أو أي رائد اعمال يريد إطلاق مشروعه عبر تطبيق للهواتف هناك سؤال دائم ومستمر: هل أبدأ بتطبيق لنظام Android أم لنظام iOS؟ ومع أن الجواب قد يبدو واضحاً للبعض الذين سيجزمون بأفضلية أندرويد بسبب شعبيته الأكبر، فهذا الأمر ليس العامل الوحيد المؤثر، بل أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي يفترض أن تدخل في هكذا قرار.

 

في هذا الموضوع سنتناول الفروقات الأساسية بين التطوير لكل من النظامين من حيث الفعالية والفوائد المرجوة. لن نتمكن من تقديم نصيحة نهائية وجواباً مبسطاً هنا لأن هناك الكثير من العوامل المؤثرة، لكن الهدف الأساسي هو تقديم معلومات أساسية بحيث تستطيع اتخاذ القرار بالشكل الأفضل والأنسب لمخططاتك وطموحاتك المستقبلية.

 

هذا الموضوع هو جزء من مجموعة مواضيع متسلسة ستضاف تدريجياً للإحاطة بالموضوع من مختلف جوانبه معاً، لذا وبعد الانتهاء من قراءة هذا الموضوع المتعلق بحجم السوق يمكنك الإكمال وفق المواضيع التالية:

 

حجم السوق المتاح للتوسع

 

في حال نظرنا إلى السوق العالمي بأكمله، فمن الواضح أن نظام Android هو المهيمن وبفارق كبير حتى، حيث أن حوالي 85% من السوق لهواتف أندرويد، فيما أن نظام iOS يسيطر على 15% من السوق فقط. لذا وفي حال كنت تنظر إلى العالم بأكمله كمستخدمين محتملين للتطبيق سيكون الخيار الأمثل هو البداية من تطوير التطبيقات لنظام أندرويد.

 

على العموم ومع أن الحصة السوقية لنظام أندرويد أكبر بوضوح من تلك الخاصة بنظام iOS فالإحصاءات العالمية قد تكون مضللة إلى حد بعيد. حيث أن النسب مختلفة للغاية حسب المعايير التي تطبقها لفئة المستخدمين المحتملة لما تريد تطويره. وهنا سنتناول التقسيمات المختلفة التي من الممكن أن تؤثر على قرارك في وقت لاحق.

 

التقسيمات الجغرافية

 

مع أن الكفة تميل لصالح أندرويد بوضوح في العالم بأكمله، فالأمور ليست كذلك دائماً في جميع الأسواق. بل أن هناك العديد من الأسواق التي تتضمن نسبة كبيرة من مستخدمي iOS وبالأخص في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا. ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً يشكل مستخدمو نظام iOS الأغلبية مع 60% من السوق تقريباً وفق بيانات موقع Stat Counter.

 

في حال كان التطبيق الذي تريد تطويره محدوداً بسوق لبلد أو منطقة جغرافية محددة، سيكون الخيار المنطقي هو دراسة نسب استخدام كل من أندرويد وiOS في الأسواق التي قد تريد استهدافها، ومن ثم بناء قرارك وفقاً للنسب الموجودة ومدى تأثرك بالعوامل الأخرى أيضاً.

 

للأسف فمعظم المصادر التي تقدم بيانات دقيقة حول نسب توزع الأنظمة في المناطق الجغرافية تتطلب التسجيل فيها وشراء البيانات منها، لكن وفي حال كنت تريد خياراً مجانياً يمكنك استخدام موقع Stat Counter كحل مجاني ولو أن الدقة ليست مضمونة بالضرورة. عموماً يمكنك الدخول إلى هذه الصفحة ومن ثم تضييق النطاق الجغرافي إلى الأسواق التي تريدها لتشكيل صورة أفضل عن الحصص السوقية.

 

التقسيم الجندري

 

مواضيع مشابهة

مع أن نسب استخدام الأنظمة متقاربة عند تقسيمها إلى الذكور والإناث في معظم البلدان حول العالم، هناك بعض التفضيلات الواضحة في المجال. حيث أن البيانات المتاحة تظهر أن الذكور أكثر ميلاً لاستخدام هواتف أندرويد فيما أن الإناث أكثر ميلاً لاستخدام هواتف أيفون وأجهزة iPad اللوحية، لذا وفي حال كان التطبيق الذي تنوي تطويره موجهاً بشكل أساسي إلى أحد الجنسين دوناً عن سواه سيكون من المهم النظر إلى نسب استخدام كل من الذكور والإناث للأنظمة.

 

التقسيم وفق الفئات العمرية

 

كما أن السوق مقسم حسب البلد وجنس المستخدمين، هناك تقسيم واضح كذلك وفق الفئات العمرية. إذ أن الفئات العمرية الأصغر والتي تضع أهمية كبرى للهواتف الذكية تميل إلى استخدام أنظمة iOS أكثر، فيما أن الفئات الأكبر سناً وبالأخص من عمر 40 وما فوق تميل لتفضيل هواتف أندرويد كونها عادة ما تكون اقتصادية أكثر.

 

بالطبع من المهم التمييز بين الفئات الشابة والأطفال، فمع أن الشباب عموماً أكثر ميلاً لاستخدام نظام iOS، فالأمر معكوس تماماً لدى فئات الأطفال والمراهقين، حيث يسيطر نظام أندرويد هنا بسبب ميل الأهل لتفضيل شراء منتجات أرخص لأطفالهم.

 

التقسيم وفق القدرة الشرائية

 

لم تأتي سمعة هواتف أيفون بكونها باهظة الثمن عن عبث، فهي وبالمتوسط تكلف أكثر من هواتف أندرويد المقابلة دون شك، ومع أن هناك العديد من هواتف الفئة العليا من أندرويد والتي تكلف أسعاراً مشابهة أو أعلى أحياناً من هواتف أيفون، فالمتوسط هنا لصالح هواتف أيفون دون شك.

 

عموماً وإن كان تطبيقك يستهدف الفئات الأغنى وذات القدرة الشرائية الأعلى فمن المنطقي أن يكون تطوير التطبيقات موجهاً نحو iOS كأولوية، لكن في حال لم يكن الأمر هاماً لك سيكون نظام أندرويد فكرة أفضل في معظم الحالات.

 

التقسيم وفق مجال العمل

 

هناك عدة معايير مختلفة هنا بالنظر إلى التقسيمات وفق مجال العمل، حيث أن مجالات العمل المختلفة تقود إلى تقسيمات مختلفة للأنظمة، إذ يميل المستخدمون ذوو التخصصات التقنية والقريبة من التكنولوجيا إلى استخدام هواتف أندرويد عادة، لكن وبالمقابل يعتمد معظم موظفي الشركات على هواتف أيفون وبالأخص للعمل مع كون العديد من المنظمات والشركات الكبرى تفرض نظام iOS على موظفيها بسبب سمعته الأفضل من حيث الأمان وميزاته المتعلقة بالمجال.

 

المحصلة

 

في معظم البلدان حول العالم وفي الشرق الأوسط بالأخص يمتلك نظام أندرويد انتشاراً أكبر بكثير مما يعني فرصاً أكبر للتوسع والانتشار، لكن وفي حال كان الأمر يتبع لمتغيرات أخرى قد تكون البداية من iOS هي الخيار الأفضل وبالأخص في حال كان مستخدموك المحتملون ينتمون لفئات ذات قدرة شرائية أعلى أو أنهم موظفو شركات ومنظمات كبرى.

شارك المحتوى |
close icon