هواوي طورت شبكة اتصالات في كوريا الشمالية قابلة للتجسس على الهواتف

إذا كانت شركة هواوي تأمل في إصلاح سمعتها عقب الحظر الأمريكي لها، فربما يجب عليها التفكير في الماضي مليًا ومحاولة إخفاء ما يمكن إخفاؤه قدر الإمكان، حيث تشير تقارير مشتركة بين الواشنطن بوست، و38 نورث إلى أنّها طورت شبكة اتصالات في كوريا الشمالية مع الكثير من القيود على المستخدمين، وتم إطلاقها باسم Koryolink في عام 2008.

 

وفقًا للوثائق، شاركت هواوي مع شركة باندا الدولية لتكنولوجيا المعلومات المملوكة للصين في مشاريع في كوريا الشمالية لمدة ثماني سنوات على الأقل، وبدء التعاون عندما زار الديكتاتور كيم جونغ إيل مقر شركة هواوي في عام 2006.

 

وقدّمت العملاقة الصينية أشياء مثل البنية التحتية الخلوية، وإدارة الشبكات والتشفير، بينما قدّمت شركة باندا البرمجيات وعملت على نقل مُعدات هواوي.

 

شبكة اتصالات في كوريا الشمالية

 

من المعروف جيدًا أنّ شبكة Koryolink تُمكّن التجسس على المستخدمين، على الرغم من أن التفاصيل الجديدة تشير إلى أن النظام أكثر تفصيلًا مما كان يعتقد سابقًا. وبينما تبدو الشبكة مُقيّدة للغاية بالنسبة للسكان المحليين (لا يمكنهم إجراء مكالمات دولية أو الاتصال بالإنترنت) – يتم تخفيف هذه القيود للزوار – تستخدم النخبة من المسئولين في الحكومة تقنية التشفير محلية الصنع لضمان عدم مراقبة المحادثات، وطلبت الدولة من هواوي اختبار مدى نجاح هذا التشفير المحلي، بينما قدّمت باندا الصينية برامج دعم.

 

في الوقت نفسه، يخضع أي شخص آخر للتنصت المحتمل من خلال بوابات اعتراض تدعمها هواوي، تتيح لسلطات إنفاذ القانون اعتراض المكالمات، والنصوص، والبيانات، وحتى الفاكسات.

 

مواضيع مشابهة

وفي البداية كان من المقرر أن يُغطي نظام المراقبة ما يصل إلى 2,500 هدف، ولكن تم تعديله ليصل إلى 5,000 هدف، ولا نعلم حاليًا كم يبلغ حجم هذا النظام، ولكننا نعلم أن سلطات كوريا الشمالية يمكنها حظر التطبيقات التي لا ترغب في وصول المستخدم لها، كما تستطيع التقاط صور لشاشة هاتف المستخدم.

 

من جانبها، صرّحت هواوي إلى الواشنطن بوست بأنها ليس لها وجود تجاري في كوريا الشمالية، مع التركيز على الحاضر دون التطرّق إلى ما حدث في الماضي من تنصيب شبكة اتصالات في كوريا الشمالية كما أنّ المتحدث باسم الشركة لم يؤكد أو ينفي المستندات التي تثبت الوجود السابق للشركة في كوريا الشمالية.

 

المشكلة هنا ليست أن هواوي كانت تقدّم خدماتها لحكومة ديكتاتورية قمعية فحسب، بل ربما تكون تجاوزت بعض القوانين الأمريكية أثناء القيام بذلك، حيث يعتقد بعض الخبراء أن معدات الجيل الثالث من هواوي كانت تستخدم بعض المكونات الأمريكية، وحيث أنّ شركة باندا كانت محظورة من استيراد أي معدات أمريكية في عام 2014، قد تكون هواوي انتهكت القرار الأمريكي إذا تضمن أي من معداتها محتوى أمريكي بنسبة 10 في المائة على الأقل.

 

على أي حال، لم تُعلّق السلطات الأمريكية على هذه التقارير حتى لحظة كتابة هذا الخبر، ولكن لا أعتقد أن ترامب سيترك الأمر يمر قبل أن يُدلي بدلوه!

 

اقرأ أيضًا حول هواوي:

شارك المحتوى |
close icon