فيروس كوفيد-19 يؤدي إلى ازدياد الطلب على مبرمجي لغة COBOL

نتيجة الانتشار الوبائي المستمر لفيروس كوفيد-19، فقد بات هناك طلب متزايد على العديد من الأمور المختلفة، فأقنعة الوجه والقفازات الطبية وأجهزة التنفس وسواها مطلوبة أكثر من اي وقت مضى، لكن في ولاية نيو جيرسي الأمريكية هناك طلب كبير على أمر مختلف تماماً ويبدو غير متعلق بالأمر للوهلة الأولى: طلب كبير على المبرمجين الذين يتقنون لغة كوبول (COBOL).

 

السبب في هذا الطلب هو أن التوقف المفاجئ للعديد من قطاعات العمل المختلفة نتيجة الحجر الصحي المفروض والكساد الاقتصادي أدى إلى فقدان مئات الآلاف لأعمالهم، وبالنتيجة ارتفع الطلب على “تأمين العطالة عن العمل” الذي توفره الولاية بشكل هائل وغير مسبوق مما أدى إلى جعل نظام معالجة هذه الطلبات عاجزاً عن التعامل مع الكم الكبير منها، حيث بات هناك تأخير كبير وغير متوقع في معالجة الطلبات وهذا امر حساس للغاية بالنسبة للبعض ممن لا يمتلكون مدخرات ويحتاجون للحصول على تعويض التأمين بأسرع وقت ممكن.

 

المشكلة في النظام الحالي للتعامل مع الطلبات أنه قديم للغاية ويعود إلى بداية تقديم الأتمتة إلى الأعمال الإدارية والمكتبية، وبالنتيجة فقد تم برمجة هذا النظام باستخدام لغة برمجة قديمة تعود إلى عام 1959 وهي لغة COBOL، والمشكلة هنا أن هذه اللغة التي لا تزال من الأكثر استخداماً حتى اليوم من المنظمات والشركات القديمة وكذلك المؤسسات الحكومية قد سقطت من الشعبية عبر العقود، وبالتالي فقد باتت أعداد المبرمجين الذين يتقنون البرمجة باللغة ويستطيعون صيانة البرامج المكتوبة بها أقل وأقل.

 

مواضيع مشابهة

للتعامل مع المشكلة، فقد طلب حاكم ولاية نيو جيرسي الأمريكية من المبرمجين المتقنين للغة “كوبالت” (لفظ اسم اللغة خطأً واستبدله باسم المعدن) أن يتطوعوا للمساعدة، فالجهود لا تقتصر على المسعفين وذوي الخبرات الطبية وسواهم، بل أن المبرمجين لهم دور في الأمر على ما يبدو، ولو أن أعداد من يتقنون اللغة صغيرة للغاية.

 

في الواقع وعبر السنوات كان هناك العديد من التحذيرات من كوننا قد نصل إلى هذه المشكلة قريباً، لكن المشكلة الأساسية هي أن معظم الشركات والمنظمات والمؤسسات التي تستخدم برامج مكتوبة بهذه اللغة تجد أنه من الأوفر الاحتفاظ بالبرامج القديمة وصيانتها بدلاً من الحاجة لتصميم برامج جديدة كلياً بلغات برمجة حديثة ومنتشرة الاستخدام اليوم.

شارك المحتوى |
close icon