7 دروس يجب على رواد الأعمال تعلمها من النجم المصري محمد صلاح

لا شك أن نجم كرة القدم المصري محمد صلاح شكل ظاهرة كبيرة في عالم كرة القدم، فقد ساهم خلال الشهور الستة الأخيرة في مساعدة فريق منتخبه الوطني في حجز مقعد في كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاماً، كما أوصل نادي ليفربول إلى نهائي أبطال أوروبا بعد غياب دام طويلاً.

 

ولم تغب الجوائز عن هذا النجم المميز، حيث حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي وجائزة أفضل لاعب للعام المقدمة من منظمة Football Writers المؤلفة من صحفيين ونقاد رياضيين، لكن أكبر إنجاز له على الصعيد الرياضي كان بلا شك حصوله على جائزة الحذاء الذهبي للدوري الإنكليزي بعد تسجيله ل 32 هدفاً بمعدل يصل إلى هدف تقريباً في كل مباراة.

 

وهذا كله جعل صلاح مثلاً أعلى لدى المسلمين الشباب وجميع محبيه في مختلف أنحاء العالم، لكن الوصول إلى هذه المرحلة من النجاح لم يكن بالأمر السهل على هذا الشاب البالغ من العمر 25 عاماً، فمن شوارع وأحياء مصر إلى ملعب الأنفيلد في ليفربول كانت رحلة صلاح مليئة بالعقبات والتحديات، وهناك الكثير مما يمكن للمرء تعلمه من حياة هذا اللاعب في مختلف الجوانب، وسنتطرق في هذا المقال إلى الدروس التي يمكن لرواد الأعمال الاستفادة منها من رحلة نجاح محمد صلاح.

 

1- المثابرة هي السمة الأهم للنجاح

 

football player qiadora 

 

إذا كان علي أن أصف محمد صلاح بكلمة واحدة فلا شك أنها ستكون المثابرة، فمنذ الأيام الأولى له في ناديه المحلي “المقاولون العرب” عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً كان شخصاً لا يكل ولا يتعب من التمرين والإصرار على تطوير نفسه وتحمل المشقات.

 

فقد كان صلاح يضطر إلى أن يستقل 5 باصات في رحلة تصل مدتها إلى 9 ساعات (ذهاباً وإياباً) بمعدل خمسة أيام في الأسبوع فقط لكي يتدرب مع النادي، وقد صرح حول ذلك قائلا :

 

” عندما ذهبت إلى نادي المقاولون العرب في القاهرة كانت مدة الطريق بين 4 ساعات و4 ساعات ونصف وذلك لخمسة أيام في الأسبوع.”

 

وفي الواقع فقد كان صلاح يقضي ساعتين في المدرسة وتسعة في الطريق نحو النادي و4 ساعات في التمرين، وقد استمر الأمر على ذلك حوالي ثلاثة أو أربع سنين.

 

وهذا مثال يظهر مستوى الإصرار الذي تمتع بع صلاح منذ الأيام الأولى له، فلو لم يكون يمتلك العزيمة الكافية للسير في هذه الرحلة الطويلة كل يوم لم يكن وصل إلى ما هو عليه الآن، فمثابرته وعزيمته هي التي جعلته واحداً من أفضل اللاعبين في العالم.

 

والأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة لرواد الأعمال، فامتلاك حس المثابرة يساهم بشكل كبير في تطوير الشركة والعمل، فتأسيس شركة جديدة ينطوي عليه الكثير من التحديات في كل يوم وإذا كنت ستستسلم بسهولة فإنك ستجد نفسك عدت إلى نقطة الصفر.

 

2- التواضع رغم النجاح

 

humble praying

 

كتب الصحفي الرياضي ” نيل ميلور” في أحد الصحف المحلية في ليفربول :

 

” محمد صلاح موهبة مميزة، لقد كنت في حفل توزيع جوائز الدوري الإنكليزي الأسبوع الماضي ورأيت شخصاً متواضعاً للغاية، فقد كان متواجداً منذ بداية الاحتفال حتى نهايته واستلم جائزته وهنأ جميع الفائزين حينها، وخلافاً لمعظم اللاعبين فإن صلاح كان متواجداً خلال الحفل كله ولم يغادر حتى انتهائه وأظهر احترامه للفائزين.”

 

هذا فعلاً ما يقوله اللاعبون والمدرب وجميع طاقم ليفربول عن محمد صلاح وأنه شخص متواضع لم يسمح للنجاح بأن يغير شخصيته، فهو في الوقت الحالي يعد من بين أفضل لاعبي العالم كما ذهب البعض ليصفه بأنه الأفضل، وعندما تحصل على هذا المستوى من النجاح والشهرة في سن صغيرة كهذه فمن السهل أن يتسرب الكبر إلى عقلك وهو أمر يحصل مع أفضل اللاعبين لكن صلاح حافظ على تواضعه.

 

ويمكن لرواد الأعمال أن ينجروا وراء نجاحاتهم، فهناك العديد منهم كانوا شخصيات متواضعة في البدايات لكن بعد تطور عملهم ووجود حضور قوي لهم في مجال الأعمال تغيرت شخصيتهم تماماً، وهذا الأمر له بالغ الأثر وقد يتسبب بتدهور العمل في المستقبل، حيث أنه عندما يحل التكبر بدلاً من التواضع فإنك تميل لاتخاذ قرارات تخدم غرورك بدلاً من أن تخدم العمل.

 

3- التأقلم مع الظروف

 

football player 7

 

في عام 2012 انتقل صلاح للعيش في سويسرا واللعب مع نادي بازل وهو أمر لم يكن سهلاً على اللاعب المصري، وصرح قائلاً :

 

” من الصعب جداً الانتقال للعب في نادٍ في قارة مختلفة خصوصاً في عمر صغيرة، فقد ترعرعت في مصر وأعرف كل شيء عن مصر لكنني لا أعلم شيئاً عن سويسرا، ولم أكن أستطيع فهم أية لغة نظراً لأنني لم أكن أتحدث الإنكليزية أو الألمانية، لقد ذهبت إلى هناك وسكنت وحيداً، لقد كان وقتاً صعباً لأنني لم أعرف حينها ماذا أفعل.”

 

لكنه كان قادراً على التأقلم مع الظروف التي واجهها، وهذا ما يجب على رواد الأعمال فعله، فالظروف التي تواجههم أثناء عملهم قد تتغير في أي وقت وأي مكان وهناك العديد من الأمور التي قد تسير في مسار غير الذي كانوا يتوقعونه، وهذا يتطلب منهم مرونة كبيرة لكي يتعاملوا مع مختلف الظروف.

 

مواضيع مشابهة

4- التمرين المتواصل يوصلك إلى المثالية

 

mohammad salah

 

حتى قبل أن ينضم إلى نادي المقاولون العرب كان محمد صلاح يشتهر بمهاراته في كرة القدم، فحسب ما وصفه الأشخاص الذين لعبوا بجانبه أو شاهدوه يلعب في قريته فإنه كان يشتهر بسرعته في الجري على الملعب، وهذا تبين بشكل واضح عندما احتل المرتبة الرابعة كأسرع لاعب في ليفربول هذا الموسم.

 

لكن من أجل أن يكون من بين أفضل اللاعبين في العالم لم يعتمد صلاح على مهارته وحسب لكن الملك المصري – كما يحب مشجعوه أن يسموه – كان يتدرب بشكل مكثف منذ أن بدأ ممارسة لعبة كرة القدم.

 

وهذا درس مهم للغاية لرواد الأعمال، فقد لعبت التكنولوجيا دوراً مهماً بكل تأكيد لكنها جعلت الناس أكثر كسلاً من السابق ولهذا يحاول العديد من الناس (بما فيهم رواد الأعمال) البحث عن حلول أسهل وأكثر اختصاراً، وهذا أمر جيد بالطبع لكن عندما يتعلق الأمر بالتدريب فإن ذلك يصبح خاطئاً، فالتدريب هو عنصر أساسي في النجاح ولا يجب التقليل من أهميته على الإطلاق.

 

5- المنافسة ليست عادلة دائماً

 

competetion in sports

 

كل الأنظار كانت على محمد صلاح ليلة السبت خلال نهائي دوري أبطال أوروبا، فملايين المشجعين في مصر وإنكلترا وفي مختلف أنحاء العالم كانوا يأملون أن يقوم هداف الفريق – الذي كان يسجل تقريباً هدفاً في كل مباراة – ان يساهم في جعل فريقه يحمل اللقب للمرة الأولى منذ أكثر من عشرة أعوام، لكن “سيرجيو راموس” كان عقبة أمام ذلك، فقد أنهى قائد المنتخب الإسباني وفريق ريال مدريد أمسية صلاح بخطأ مروع.

 

فبعد 20-25 دقيقة تقريباً أمسك راموس ذراع صلاح خلال التحام قوي أدى إلى سقوط كلا اللاعبين على الأرض مما تسبب بخلع في كتف النجم المصري خرج على إثره من أرضية الملعب، وما كان مثيراً للاهتمام هو أن راموس لم يحصل حتى على بطاقة صفراء – رغم أن بعض المحللين أشاروا إلى أن الالتحام كان مشتركاً.

 

وهذا مثال عن أن المنافسة قد لا تكون عادلة دائماً، وهو أمر ينطبق على عالم الشركات وإدارة الأعمال، فدائماً ما يحاول الآخرون إحباطك وتسييرك نحو الفشل دون الاكتراث بالأخلاق أو حتى بالقانون.

 

التعلم لا ينتهي

 

humble learning never ends coach

 

عندما ذهب صلاح إلى بازل السويسري فإنه لم يكن يستطيع التواصل بشكل جيد نظراً لأنه لا يتحدث اللغة، وصرح صلاح حول ذلك في مقابلة :

 

” لقد بدأت بأخذ دروس في اللغة الإنكليزية، وقد كان الأمر في البداية جيداً لكنني اضطررت إلى إيقافها بعد ذلك لضيق الوقت، وعندما انتقلت للعب في نادي تشيلسي الإنكليزي تمكنت من تطوير لغتي الإنكليزية بشكل أفضل، ومن ثم ذهبت إلى إيطاليا وتعلمت الإيطالية والتي أستطيع تحدثها الآن بشكل جيد.”

 

ولا شك في أن تعلم الإنكليزية وغيرها من المهارات الإضافية ساعدت صلاح في تطوير ثقته بنفسه، ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لرواد الأعمال، فالتعلم أمر مستمر ولا يجب أن يتوقف في أي مرحلة من المراحل، ولا يقتصر الأمر على تطوير المهارات التي يمتلكونها وحسب بل يشمل أيضاً تعلم مهارات جديدة وإن كانت غير مفيدة في الوقت الحالي فإنها قد تكون ذات فائدة عظيمة في المستقبل.

 

7- الاستسلام لحقيقة عدم قدرتك على التحكم بالنتائج

 

standard chartered

 

حتى وإن كنت تفعل كل شيء بشكل جيد فإن النتائج قد لا تكون دائماً لصالحك، وهذا ما حدث ليلة البارحة، فقد لعب صلاح موسماً استثنائياً مسجلاً 32 هدفاً لليفربول وحقق الحذاء الذهبي وأوصل ناديه إلى نهائي أبطال أوروبا بعد 13 عاماً، وبفضل صلاح وأدائه المميز كان ليفربول على بعد خطوة واحدة من حمل الكأس الأوروبي.

 

وقد كان محزناً للغاية رؤية النجم المصري يغادر أرضية الملعب والدموع تملأ عينيه لكن لا تجري السفن دائماً بما نشتهي، وهذا ما يجب أن يدركه رواد الأعمال، فهم يستطيعون التحكم بالجهود التي يبذلونها وبالخطوات التي يتبعونها لكن ما ليس لهم سلطة عليه هو النتائج، وكلما كنت أكثر قناعة بالنتائج كلما استطعت إكمال مسيرك بشكل أفضل.

 

المصدر 

شارك المحتوى |
close icon