IBM تسمح بتجربة الحواسيب الكمية

قد لا يخطر ببالك أن تستخدم الحواسيب الكمية “حاسوب كوانتوم” لكن هناك احتمالاً كبيراً بأن استفدت من الأبحاث الكثيرة التي لم تكن لتتم لولاه، فالآحاد والأصفار في الحواسيب العادية لا تقترب أبداً من عمليات المعالجة التي تقوم بها الحواسيب الكمية، ورغم أن إمكانيات هذه الحواسيب غير محدودة إلا أن هناك عقبة واحدة تتمثل في عدم قدرة الناس على الوصول لهذه الحواسيب، فإذا لم يستطع الناس امتلاك حواسيب كمية فإنها ستبقى مجرد مشروع علمي مثير للاهتمام، وإذا لم يمتلك العلماء وصولاً لهذه الحواسيب فلا يمكن أبداً أن يتم التطور في هذا المجال.

 

ويبدو أن IBM أدركت هذا الأمر وقدمت حلاً لهذه المشكلة يتمثل في منصة سحابية تدعى IBM Q، حيث أعطى هذا البرنامج منذ إطلاقه في شهر أيار/مايو عام 2016 طريقة للمستخدمين للاستفادة من الحوسبة الكمية دون امتلاك وصول مباشر للحاسوب الكمي.

 

بناء الكم

 

قام المحرر براد جونز من موقع Digital Trends بلقاء نائب رئيس قسم الخطط في IBM “بوب سوتر” في شهر نيسان/ابريل الماضي ووقفا معاً على بعد سنتيمترات قليلة من مقياس درجات الحرارة المنخفضة “الكريوستات” والذي يعد جزءاً من التركيبة المعقدة التي تجعل الحوسبة الكمية ممكنة، وصرح سوتر قائلاً :

 

” هنا يوجد جهاز الكم الحقيقي (مشيراً إلى حجرة صغيرة في أسفل هذه التركيبة)، نحافظ على درجة الحرارة هنا منخفضة جداً لتصل إلى 0.015 كلفن حيث لا يتحرك شيء.”

 

وأصبح التبريد عاملاً شائعاً في العديد من مشاريع الحوسبة الكمية خلال العقد الماضي حيث أن درجات الحرارة المنخفضة تجعل من السهل الحفاظ على بيئة يمكن فيها حدوث التشابك والتعقيد، وهو يعد واحداً من التحديات الكبيرة التي يواجهها المهندسون والعلماء.

 

مواضيع مشابهة

ورغم أن القسم الأبرد من الكريوستات يبلغ تقريباً صفر درجة مئوية إلا أن القسم العلوي من الهيكل المعقد يبلغ 4 درجات كلفن تقريباً، وتنخفض درجة الحرارة في كل قسم من الأعلى للأسفل في عملية تستغرق تقريباً 36 ساعة.

 

ولم تكن الحوسبة الكمية في السابق أكثر من شيء مثير للفضول العلمي للعلماء الذين بدأوا باختبارها وإجراء التجارب، والآن فهي تفتح المجال أمام العلماء لاستخدامها في مجالات مختلفة بعد إجراء التجارب عليها، حيث يتطور مجال الحوسبة الكمية بشكل كبير لكن بالطبع يبقى أمامها وقت جيد قبل أن تستخدم بشكل تطبيقي.

 

واحتاج المفهوم هذا إلى عمل وجهد كبير في الاختبارات الفيزيائية من أجل انطلاقه وإلى قدرات هندسية كبيرة، فعلى سبيل المثال فإن الأسلاك الملتفة تمت إضافتها لمنع تكسر المعدات عند انخفاض درجات الحرارة وتقلص المعدن، كما بذلت IBM جهداً كبيراً في تحويل شيء من تقنية مجرّدة للبحث العلمي إلى تقنية قابلة للتطبيق.

 

اقرأ أيضًا >> ماذا تعرف عن الحواسيب الكمية الأخيرة من جوجل؟

 

وقد يؤدي غياب التمويل والخبرات التقنية إلى منع الباحثين العباقرة والطلاب المتميزين من استخدام الحواسيب الكمية في تنفيذ الأعمال المهمة، لكن IBM Q تسعى لتضمن وصول هؤلاء الأفراد إلى الأجهزة والمعدات المطلوبة.

 

وعندما ظهرت فكرة الحواسيب الكمية أول مرة كان السؤال الأكثر شيوعاً هو هل ستستبدل هذه الحواسيب الكمية حواسيبنا العادية أم لا، وفي الوقت الحالي فإن رأي الخبراء في هذه المسألة يتمثل في عدم وضوح ما إذا كانت هذه الحواسيب ستقدم أي ميزة إضافية أو ستحقق تفوقاً على الحواسيب العادية.

 

ولذا من غير المتوقع أن نرى حاسوباً كمياً في المنازل والمكاتب على الأقل في المدى القصير، وفي الوقت الحالي فإنها تحتاج للمزيد من الدراسة والتجارب حتى تكتمل تماماً ويمكن الاستفادة منها بشكل تطبيقي.

شارك المحتوى |
مصدر المصدر
close icon