ما هو LEAP: الحدث التقني الأهم في الشرق الأوسط

مع أن هناك عشرات الأحداث والمؤتمرات التقنية التي تجري كل عام حول العالم، فهي ليست متساوية بالأهمية حقاً. فبعضها مجرد أحداث مارقة دون تأثيرات كبرى، فيما أن بعضها الآخر كما حدث LEAP 2021 مصمم ليكون نقطة تحول للتقنية في المنطقة والعالم حتى، وبالطبع يمتلك جميع المقومات المطلوبة لتحقيق ذلك كفعالية تقنية كبرى.

 

من الواضح أن المملكة العربية السعودية تسير في السنوات الأخيرة نحو مستقبل تقني مزدهر، إذ أن الإصلاحات الكبرى في المملكة ورؤية السعودية 2030 التي تهدف لتطوير اقتصاد المملكة ما بعد النفط تستند إلى حد بعيد على التقنية، بالإضافة للابتكار والمشاريع الناشئة التي ستسهم في نمو السعودية بشكل أكبر كمركز اقتصادي إقليمي وعالمي حتى. ولا شك بأن فعالية LEAP التقنية التي ستقام العام القادم في مدينة الرياض ستكون ذا أهمية كبرى ضمن المسار الإصلاحي والمستقبلي للمملكة.

 

يقول المهندس عبد الله السواحه – وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية:

 

سيكون LEAP أكثر حدث تكنولوجي مزلزل وأيقوني لأجيال. كما سيخدم الخطة الاستراتيجية للحكومة لتصبح السعودية واحدة من أكبر 20 بلداً مطبقاً للتقنية في العالم.

 

وفقاً للأرقام فمن الواضح أن المملكة ترى التقنية كمسار هام جداً للمضي قدماً، إذ أن السعودية هي أكبر سوق إقليمي لتقنية المعلومات والاتصالات، كما أنها صنفت بين أكبر 15 في العالم في عام 2019. ووفق بيانات IDC فمن المتوقع أن يصل الإنفاق السعودي في المجال إلى 37 مليار دولار أمريكي هذا العام بارتفاع 2.4% مقارنة بعام 2019. وهذا بالطبع سيكون مهماً في دعم المشاريع الناشئة

 

ما هو حدث LEAP التقني؟

 

باختصار، LEAP هو حدث تكنولوجي عملاق سيتم بدعم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية مما يعطي الحدث أهمية إضافية لكونه واحداً من أهم الأحداث التقنية وأضخمها في العالم. ووفقاً للسيدة Carolyn Dawson المديرة العامة لشركة Informa Tech التي تتخذ من لندن مقراً لها:

 

حدث LEAP سيكون أكثر بكثير من مهرجان تقني في لحظة من الزمن – سيكون مركبة لتحويل الاقتصاد السعودي من الاعتماد على الهيدروكربونات إلى اقتصاد مفعل تقنياً في جميع المجالات. إذ سيلعب الحدث دوراً محورياً في تبني السعودية المستقبلي للتقنيات الناشئة.

 

يعد حدث LEAP التكنولوجي الذي سيجري بين 1 و3 فبراير من عام 2021 المقبل في مدينة الرياض بأنه سيستعرض تقنيات متنوعة في مجالات متعددة مثل:

  • الذكاء الاصطناعي (AI)
  • البلوكتشين والعملات الرقمية
  • الروبوتيات
  • الطباعة ثلاثية الأبعاد
  • إنترنت الأشياء
  • التقنية الحيوية
  • الرعاية الصحية
  • الحركة الذكية
  • التقنيات مفتوحة المصدر
  • الحوسبة الكمومية
  • اتصالات الجيل الخامس
  • علم المواد
  • الفضاء والأقمار الصناعية
  • التقنية المالية.

 

بالإضافة إلى المعرض الضخم، سيستضيف LEAP كمناسبة تقنية كبرى أكثر من 600 قائد تقني ومفكر مستقبلي ومسؤول حكومي من مختلف بقاع العالم، كما سيكون هناك قمة مخصصة لموضوع الذكاء الاصطناعي سيستعرض فيها المخترعون دراسات أمثلة جديدة تغير واقع المجال.

 

بالإضافة إلى المعرض وحضور المؤتمر الضخم، سيكون لدى الحضور خيار حضور “أوربتال تالكس” على شكل 8 جلسات تخوض عميقاً في 8 مجالات أساسية تتضمن التمويل، المدن الذكية، الرعاية الصحية، بيع التجزئة، الصناعة، الطاقة، التعليم والاقتصاد الخلاق.

 

بالإضافة لما سبق، ستكون واحدة من النقاط الأساسية لفعالية Leap التكنولوجية هي مسرح مخصص لتستعرض الشركات الناشئة ورواد الأعمال أفكارهم أمام لجنة حكم مكونة من مستثمرين خبراء، وذلك للفوز بجائزة هي ضخ مالي هائل للمشروع. كما سيكون هناك عشرات الجوائز المقدمة لأفضل المخترعين وأفضل الأفكار الواعدة في مجال الأعمال، وستتضمن الجوائز فرصة للرابحين للاستفادة من عروض ميزانية الاستثمار للتقنيات الحديثة والبحث والتطوير في صندوق الاستثمارات العامة للملكة العربية السعودية. 

 

مواضيع مشابهة

ما هي أهمية حدث LEAP التقني، ولماذا يشكل فرصة نادرة للمستثمرين ورواد الأعمال؟

 

لا شك بكون التقدم التقني هو واحد من نقاط التركيز الأساسية للإصلاحات التي تتم في المملكة، إذ أن رؤية المملكة حول المستقبل تتضمن الكثير من التركيز على المجال التقني الذي سيكون بدوره عربة لتقديم المزيد من الإصلاحات.

 

يتضمن LEAP العديد من الأمور المتنوعة معاً تحت مظلة فعالية تكنولوجية كبرى، فهو المكان المثالي للمهتمين بالتقنية وبالأخص التقنية المتعلقة بقطاع الأعمال. فهو فرصة مميزة للمستثمرين الذين يبحثون عن مشاريع ريادية جديدة لدعمها والمساعدة في نموها، كما أنه فرصة لرواد الأعمال والشركات الناشئة التي تبحث عن الاستثمار لتطوير أعمالها والانطلاق للأمام في المجالات التي اختارتها. حيث سيكون LEAP فرصة مهمة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

 

في السنوات الأخيرة شهدت المملكة العربية السعودية نمواً هائلاً للاستثمارات المحلية والعالمية للشركات الناشئة، وهناك العديد من الأمثلة على شركات ناشئة ناجحة تمكنت من جمع رأس المال المطلوب من المستثمرين والمضي للأمام في مشاريعها. كما يتوقع أن ينمو استثمار رأس المال المخاطر في المملكة من 50 مليون دولار سنوياً عام 2018 ليصل إلى 500 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2025.

 

تلعب النساء السعوديات دوراً محورياً وهاماً في المجال التقني دون شك، ويمتلك حدث تقني كبير مثل LEAP أهمية كبرى في المساعدة على تعزيز هذا الدور وجعله أكثر فعالية، وتقديم المزيد من الدعم لرفع المشاركة النسائية في عالم التقنية وريادة الأعمال.

 

تخطط وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية إلى أن يكون LEAP مناسبة تقنية هامة وعاملاً أساسياً في تحقيقها لأهدافها المستقبلية الكبرى مثل:

 

  • زيادة نمو قطاع تقنية المعلومات (IT) بنسبة 50%.
  • زيادة مساهمة قطاع تقنية المعلومات والاتصالات (ICT) في الناتج القومي للبلاد بمقدار 50 مليار ريال سعودي خلال 5 سنوات قادمة.
  • زيادة دعم جهود التوطين في المملكة برفع نسبة السعوديين في القوى العاملة إلى 50% بحلول عام 2023.
  • زيادة الاستثمارات الأجنبية.
  • تقوية ودعم المشاركة النسائية في المجال التقني.

 

تقول السيدة Dawson:

لا يوجد بلد في المنطقة قادر على تمويل المشاريع الناشئة بالشكل الكبير الذي تستطيع السعودية فعله. سيكون لدى LEAP مكون أساسي من الشركات الناشئة مع صندوق جوائز مؤثر عالمياً لتشجيع المنافسة. ستدعى جميع الشركات والأقسام الحكومية لتقديم تحدياتها للشركات الناشئة لتتمكن من حلها. كما ستدعى جميع مركبات الاستثمار […] للمشاركة والتعامل مع LEAP كفرصة كبرى للاستحواذ على أو الاستثمار في أو احتضان الشركات الناشئة.

في الواقع يشكل LEAP كمهرجان تقني تجسيداً لمقولة صاحب السمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان:

 

نحن نعمل مع الحالمين فقط، هذا المكان ليس للأشخاص أو الشركات التقليدية.

 

بالطبع سيكون ما يحدث في LEAP أساسياً لمخططات المستقبل السعودي إلى حد بعيد، وبالأخص بالنسبة لمدينة “نيوم” المستقبلية والتي يخطط لإنشائها على مساحة 26,500 كيلومتر مربع في منطقة تبوك، إذ أن المدينة المستقبلية ستكون مركزاً تقنياً ومكاناً ينتج فرص العمل بالإضافة لكونها مركز جذب للاستثمارات الأجنبية. كما أن الحدث مهم أيضاً لمدينة الرياض التي يخطط لها أن تصبح مركزاً عالمياً مهماً للتقنية خلال العقد القادم من الزمن.

 

مع الحجم الهائل لحدث LEAP من جهة كمعرض عملاق ومؤتمر مع مئات المتحدثين ومنصة لجمع المستثمرين وأصحاب الأفكار والشركات الناشئة، فهو دون شك أساسي لأي مهتم بالمجال التقني. ومع وجود أرضية خصبة للاستثمار في المجال التقني في المملكة العربية السعودية والخطط الحكومية الكبرى للمستقبل، لا شك بكون LEAP حدث لا يجب تفويته.

شارك المحتوى |
close icon