الابتكارات التي ستحسن عالم التصوير بالهواتف الذكية عبر السنوات

عبر السنوات تحولت فكرة وضع كاميرا في الهواتف من مجرد خيال في التسعينيات إلى إكسسوار مفيد نوعاً ما في مطلع الألفية وباتت أساسية في أي هاتف بالوصول إلى الوقت الحالي. حيث باتت الكاميرات هي مركز ساحة المعركة الأساسية بين الشركات المتنافسة على تقديم أفضل تجربة استخدام للهواتف الذكية.

 

اليوم من المعتاد أن تمتلك هواتف من الفئة الوسطى 4 كاميرات أو أكثر متوزعة على طرفيها، وحتى الهواتف الاقتصادية التي كانت بالكاد قادرة على تشغيل مكالمات الفيديو في الماضي باتت تمتلك كاميرات عالية الدقة والجودة في الكثير من الأحيان، وربما أفضل دليل على ذلك هو الموت التدريجي لقطاع الكاميرات الرقمية التي انهارت مبيعاتها بشكل هائل مع اعتماد الغالبية العظمى من المستخدمين على هواتفهم الذكية لغايات التصوير.

 

في هذا الموضوع سننظر إلى بعض من أهم التقنيات التي تلعب دوراً هاماً في تطور مجال التصوير للهواتف الذكية، حيث أن هناك الكثير من التقنيات الواعدة التي من الممكن أن تجعل هواتف المستقبل كاميرات أفضل من أي وقت مضى، وهنا أهمها.

 

التخلص من نتوء الكاميرا بشكل كامل

 

أبرز الابتكارات التي ستحسن عالم التصوير بالهواتف الذكية عبر السنوات التالية

 

عبر السنوات شهدنا تطور الكاميرات بشكل كبير دون شك، لكن هذا التطور من حيث الأداء قد ترافق مع نمو من حيث الحجم، والنتيجة هي كاميرات بارزة أكثر وأكثر، حيث أن نظرة سريعة على الهواتف الأخيرة مثل أيفون 12 أو سامسونج S21 أو شاومي Mi 11 تظهر أن حجم نتوء الكاميرا قد بات كبيراً جداً ومزعجاً حتى نتيجة حاجة الشركات لحشر المزيد من المكونات في مساحة صغيرة.

 

تعمل اليوم عدة شركات ناشئة على تطوير تقنيات أفضل للحد من نتوء الكاميرا الذي عادة ما ينتج عن كون كاميرات الهواتف تكدس 4 حتى 7 عدسات فوق بعضها البعض، وواحدة من هذه الشركات هي Metalenz الأمريكية التي تدعي أنها قد طورت عدسة ثورية تختصر اللازم لكاميرات الهواتف بعدسة وحيدة تقدم أداءً متفوقاً على ما تقدمه العدسات المتعددة الموجودة اليوم.

 

تقول الشركة أنها تعتمد تقنية النانو والتصنيع الدقيق للتعامل مع تشوهات الصور واللون الناتجة عن الصور المعتادة، كما أنها ستقدم سرعة تركيز كبير، وتعد الشركة بأنها تخطط لبدأ التصنيع منذ نهاية العام الجاري. وفي حال نجحت جهود الشركة حقاً سيكون ذلك مهماً للغاية في التخلص من نتوء الكاميرا والعودة إلى الفترة التي كانت فيها العديد من الهواتف (وبالأخص سلسلة Z من Sony) دون أي نتوء للكاميرا.

 

تقريب بصري مستمر وسلس

 

أبرز الابتكارات التي ستحسن عالم التصوير بالهواتف الذكية عبر السنوات التالية

 

تتيح العديد من الهواتف اليوم ميزة التقريب البصري (التقريب دون فقدان الجودة أو الدقة للصور) في هواتفها، لكن طريقة تقديم الميزة ليست مشابهة للكاميرات الاحترافية حقاُ، بل عادة ما يتم اعتماد عدة عدسات بنسب تقريب مختلفة بداية من عدسات واسعة الزاوية ومبعدة وحتى أخرى تقرب حتى X10 كما شهدنا في العديد من الهواتف الأخيرة.

 

المشكلة هي أن التقريب البصري الحالي في الهواتف ليس سلسلاً حقاً، بل هو تنقل بين درجات متباعدة من التقريب، وأي مرحلة بينهما تتضمن تقريباً رقمياً وفقداناً للجودة بالنتيجة. لذا تعمل شركة Scope Photonics الكندية الناشئة على تقنية تحل الأمر عبر صنع عدسات “مرنة” من حيث المبدأ للهواتف الذكية.

 

مواضيع مشابهة

تعتمد العدسات الخاصة بالشركة على الكريستال السائل (مثل ذلك الموجود في شاشات LCD) ويمكن لاستخدام هذه العدسات أن يحقق تقريباً بصرياً حتى X10 دون أي فقدان للجودة وبشكل سلس بالاعتماد على عدسة وحيدة بدلاً من وضع العديد من العدسات كما تفعل العديد من كاميرات الهواتف اليوم.

 

المزيد من الذكاء الاصطناعي

 

أبرز الابتكارات التي ستحسن عالم التصوير بالهواتف الذكية عبر السنوات التالية

 

عبر السنوات الأخيرة نمت قدرة الكاميرات على التقاط الضوء والألوان دون شك، لكن كان النمو الأكبر ربما في مجال معالجة الصور والتعامل معها بعد التقاطها، حيث تطورت تقنيات الذكاء الاصطناعي لتجعل الهواتف الحديثة قادرة على التعامل مع الصور بشكل أكثر فعالية وتعقيداً، ونتج عن الأمر صور أفضل بكثير حتى مع بقاء العتاد كما هو.

 

الآن تكمل الشركات الكبرى أبحاثها في مجال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والمعالجة اللاحقة للصور للحصول على أعلى المستويات الممكنة من الجودة، ومن الممكن ملاحظة الفرق الكبير الذي تحدثه برمجيات معالجة الصور من فرق التصوير الكبير الذي يلاحظه مستخدمو هواتف شاومي الاقتصادية مثلاً عند استخدام إصدار من تطبيق Google Camera الحصري عادة لهواتف Pixel.

 


مواضيع قد تهمك:


 

دقة أعلى ومجالات لونية أوسع

 

أبرز الابتكارات التي ستحسن عالم التصوير بالهواتف الذكية عبر السنوات التالية

 

لعل واحدة من أهم الحواجز التي وقفت أمام نمو انفجاري لجودة كاميرات الهواتف مؤخراً هو قدرتها على معالجة الصور والفيديو عالية الجودة بالسرعة الكافية، حيث تأخرت ميزات مثل التصوير بدقة 4K أو تصوير الفيديو مع تقنية HDR لسنوات عديدة بسبب كون معالجات الهواتف غير قادرة على التعامل مع الكم الكبير من البيانات في هذا النوع من التصوير.

 

بالطبع فمعالجات الهواتف تنمو بسرعة وبشكل مستمر بحيث أن موديل كل عام أقوى من سابقه بشكل ملحوظ. وبالنتيجة سيحمل المستقبل معالجات قادرة على التعامل مع حساسات عالية الدقة وفيديو عالي الجودة ومجالات لونية أوسع تضمن المزيد من التباين بين الظلال والمناطق المضيئة وبالأخص مع كون نسبة متزايدة من الهواتف اليوم تدعم عرض فيديو HDR في الواقع.

 

بالمجمل ستكون كاميرات المستقبل (كما كان الأمر طوال عقود) أفضل مما هو متاح حالياً دون شك، لكن النظر إلى ما قد يجري حينها والأمور التي ستتطور أكثر مثير للاهتمام دون شك.

شارك المحتوى |
close icon