شبكات الاعلام الاجتماعي والمتاجرة بمعلومات المستخدمين

لا يختلف اثنان على اهمية شبكات الاعلام الاجتماعي وان هذه الاهمية ليست كونها اداة للتواصل فقط وإنما بسبب الكم الهائل من المعلومات التي تحتويها.

 

حتى يتم استخدام اي شبكة من شبكات الاعلام الاجتماعي من قبل الافراد او المؤسسات فإن الخطوة الاولى هي تكوين حساب على تلك الشبكة كما هو متعارف عليه، وان هذا الحساب سوف يمثل ذلك الفرد او تلك المؤسسة، لذلك من الطبيعي ان يحتوي الحساب على معلومات تمثل الجهة المالكة للحساب،  تختلف أهميه هذه المعلومات من معلومات ذات خصوصية عالية الى معلومات عامة متاحة للجميع، هذه المعلومات تعرف صاحب الحساب وفي بعض الاحيان تستخدم من قبل الشبكة الاجتماعية نفسها للتحقق من هوية صاحب الحساب، وقد يحتوي الحساب ايضا على معلومات توضح اهتمامات ونشاطات مالكه، بمعنى اخر ان المعلومات المخزونة تشكل الصورة الذي يرغب ان يظهر فيها صاحب الحساب في الشبكة الاجتماعية.

 

ان لكل معلومة قيمة سعر، وتختلف تلك القيمة وذلك السعر اعتمادا على اهميتها والخصائص التي تمتلكها.

يعتبر موضوع خصوصية المعلومات ذو أهمية بالغة لأي جهة تستخدم الاعلام الاجتماعي، بمعنى اخر ان مستخدم الشبكة الاجتماعية سواء كان فرد او مؤسسة يرغب بأن يكون هو الذي يمتلك فقط الحق في تحديد اي من المعلومات العائدة له تكون متاحة سواء الى شريحة محددة من المستخدمين الاخرين او كل المستخدمين او حتى عدم عرض هذه المعلومات بتاتا.

لكي تكسب شبكات الاعلام الاجتماعي ثقة مستخدميها ولكي لا تقع بمشاكل قانونية تتعلق بخصوصية وملكية المعلومات، لذلك عندما يتم الشروع بتكوين حساب على الشبكة فأن هنالك عقد بين الجهة التي ترغب بأستخدام الشبكة والشبكة الاجتماعية نفسها هذا العقد يتكون من مجموعة البنود اغلبها تتعلق بخصوصية معلومات المستخدم، اي ما هي مسؤوليات الشبكة الاجتماعية تجاه المستخدمين وما هي الحماية التي توفرها للمعلومات وكذلك ما هي الجوانب التي قد تكون غير محمية من قبل الشبكة.

 

هذا العقد يجب ان يوافق عليه المستخدم حتى تسمح له الشبكة الاجتماعية بفتح حساب له وممارسة نشاطه.

مواضيع مشابهة

ان خطورة هذا الموضوع تأتي من التلاعب الذي قد يحدث من قبل شبكات الاعلام الاجتماعي فيما يتعلق بسياسة الخصوصية، حيث في بعض الاحيان تقوم هذه الشبكات بتغيير بعض البنود الجوهرية التي تتعلق بخصوصية المعلومات مما يترب عليها اثار قد تكون اضرارها جسيمة على مستخدمي الشبكة، والاسوء من ذلك ان اغلب مستخدمي الاعلام الاجتماعي لا يأخذون بجدية تحديث سياسة الخصوصية وتغيير البنود المتعلقة بها ودائما يتعاملون بحسن نية مع التحديث كونهم قد اطلعوا على الصيغة السابقة لسياسة الخصوصية ولا يتوقعون حصول تغيير جذري فيها، لذلك فأنهم سوف يوافقون على الصيغة المحدثة دون قرائتها وحتى دون الاطلاع على بنودها!

 

بعض من الامثلة الكثيرة عن التلاعب بسياسة الخصوصية بعد تحديثها هو ماقام به تطبيق انستجرام عندما تم الاستحواذ عليه من قبل فيسبوك، حيث قام التطبيق بتغيير سياسة الخصوصية، وقد اثار البند “أحقية انستغرام بالاستفادة من بيانات وصور المستخدمين دون اذن اصحابها” ضجة كبيرة وصل الى مرحلة قيام بعض المستخدمين برفع دعاوي قضائية ضد التطبيق مما ادى الى تخلي انستغرام عن البنود الجديدة المتعلقة بسياسة الخصوصية والتراجع عنها.

المثال الاحدث هو ماقامت به جوجل مؤخرا عند تحديث اتفاقيتها مع المستخدمين وتغيير سياسة الخصوصية العائدة لها، بحيث تعطي الاتفاقية لجوجل الحق بنشر أسماء وصور مستخدميها والذين يمتلكون حساب على جوجل ونشر هذه الاسماء والصور في اعلاناتها، وتتلخص الفكرة عندما يقوم المستخدم بالتصويت والتعليق على اي تطبيق في متجر جوجل او التصويت على محل مثل مطعم او اي شيء اخر فأن لجوجل الحق باستخدام اسم وصورة الحساب الذي قام بالتصويت وحتى استخدام التعليق الذي يتم كتابته في الحملات الاعلانية التي تتعلق بالتطبيق او المحل وان هذه الاعلانات تستهدف جميع المستخدمين على حد سواء، بمعنى اخر اذا قمت بالتصويت او قمت بكتابة تعليق من الممكن ان تجد صورتك واسمك والتعليق الذي كتبته في اعلانات جوجل وسيعرف جميع العالم ما قمت به حتى وان لم ترغب بذلك! وان هذا الموضوع يعبر انتهاك كبير للخصوصية.

 

من الامثلة السابقة التي تم طرحها نجد على مستخدمي الاعلام الاجتماعي الاخذ بجدية سياسة الخصوصية للشبكة التي يتعاملون معها وكذلك الانتباه وعدم اهمال التحديث الذي تقوم به هذه الشبكات لسياسة الخصوصية العائدة لها لان من الممكن ان يؤدي ذلك الى نتائج سلبية واضرار قد توصف بالوخيمة.

في الختام نتمنى لكم استخدام امن وخصوصية بيانات مقبولة في شبكات الاعلام الاجتماعي.

 

الدكتور محمد علاء حسين الحمامي

شارك المحتوى |
close icon