تريد بناء مكتبتك الصوتية من الجرامافون (الفونوغراف)؟ اعرف عيوبها قبل أن تصرف مالك

في السنوات الأخيرة، باتت أقراص الجرامافون (أو الفونوغراف) واحداً من النشاطات المحببة للكثير من محبي الموسيقى حول العالم. وهذه المرة لا تعد عمليات الشراء مدفوعة بكون هذه الأقراص هي المتعارف عليه في المجال كما الماضي. بل أنها مدفوعة بحب شديد وتفضيل لها من قبل عدد متزايد من الأشخاص حول العالم. وحتى أن مبيعات أقراص الجرامافون قد ارتفعت كفاية لتتجاوز مبيعات أقراص CD حتى مؤخراً.

 

بالنتيجة هناك اليوم عدد كبير من محبي هذا النوع من الموسيقى ممن يرغبون باقتناء جهاز جرامافون أو فونوغراف. وربما بناء مكتبة موسيقية كبيرة له من الأقراص. لكن وبينما يعد هواة الجرامافون خبراء بالمجال بمعظمهم، فالكثير من الهواة الجدد لا يعرفون العقبات التي سيواجهونها أو العيوب التي سيعانون منها.

 

في هذا الموضوع سنتناول أهم العقبات التي ستقابلك إن كنت تريد الانضمام إلى ملايين هواة الجرامافون حول العالم. وبعد معاينة هذه الأمور سيكون عليك قرار إن كانت تستحق التضحيات والتكلفة لك حقاً.

 

الصوت مختلف، لكنه ليس أفضل جودة من الصوت الرقمي

 

تريد بناء مكتبتك الصوتية من الجرامافون (الفونوغراف)؟ اعرف عيوبها قبل أن تصرف مالك

 

هناك الكثير من محبي الجرامافون ممن يبررون محبتهم لهذا النوع من الموسيقى بكونها تمتلك جودة أعلى من الموسيقى الرقمية. حيث تسير الحجة بأن الصوت بطبعه تناظري، وكون الجرامافون وسيط تخزين تناظري أيضاً فهو خيار أفضل من الرقمي. لكن هذا الأمر يتجاهل عدة حقائق منها أن أخذ عينات كافية من الصوت الرقمي يكفي لإعادة تمثيله بشكل كامل كما الأصل إن كان عدد العينات يساوي أو أكبر من ضعفي أقصى تواتر للصوت.

 

بأفضل الحالات تسمع الأذن البشرية ترددات صوتية تصل حتى 20 كيلو هيرتز، وتنحدر هذه القيمة بسرعة بالوصول إلى سن الرشد. لكن حتى مع القيمة القصوى تكفي قيمة ترميز أكبر من 40 كيلو هرتز لتمثيل كامل المجال الصوتي المسموع كما هو. وبالنظر إلى أن الموسيقى الرقمية عادة ما تستخدم قيماً تزيد عن 44 كيلو هرتز كحد أدنى، فهذه الحجة مضحودة تماماً في حال الموسيقى عالية الجودة (وليس موسيقى mp3 المضغوطة).

 

بالمقابل يعاني الجرامافون من مشاكل حقيقية من حيث الجودة أيضاً، حيث أن كونه وسيط فيزيائي يعني أنه محدود بشدة. وعادة ما تكون قراءة الترددات الأعلى على الجرامافون مستحيلة أصلاً، كما أنه يعاني من محدودية دقة التصنيع. ومع أن صوت الجرامافون مختلف تماماً ويمتلك طابعاً مختلفاً عن الصوت الرقمي، فهذا لا يعني أنه أعلى جودة أو أقرب للأصل، بل يعني أنه مختلف وحسب.

 

استعد لتدفع الكثير من المال مقابل هذه الجرامافون وأقراصه

 

تريد بناء مكتبتك الصوتية من الجرامافون (الفونوغراف)؟ اعرف عيوبها قبل أن تصرف مالك
يبدو هذا المشغل أنيقاً دون شك، لكنه سيكلفك 1500 دولار لاقتنائه.

 

بالحد الأدنى من الممكن العثور على أجهزة جرامافون رخيصة نسبياً تكلف بضع عشرات من الدولارات. لكن إن أردت الأنواع الجيدة وذات أفضل جودة صوت ممكنة عليك التأهب لدفع الكثير من المال مقابلها. حيث عادة ما تكلف الأجهزة المتوسطة بضع مئات دولارات على الأقل وتصل للآلاف حتى. وإن أردت قطعة مميزة حقاً وبالأخص تاريخية قد يصل السعر إلى عشرات آلاف الدولارات.

 

لا تتوقف المشكلة المالية عند المشغلات بحد ذاتها فقط، بل أنها تمتد بسرعة إلى الأقراص نفسها، فهي غير رخيصة أبداً. حيث أن سعر ألبوم واحد من الممكن أن يصل حتى 50 دولاراً ولو كان ألبوماً عادياً، والأغاني النادرة قصة أخرى تماماً. حيث قد يكلفك رف وحيد من الأقراص حتى عشرات آلاف الدولارات إلا في حال اشتريتها جملة من مقتنٍ سابق.

 

هذه الهواية ممكنة للأشخاص العاديين على المدى الطويل بالطبع، لكن إن كنت تريد بناء مكتبة كبيرة والاستمتاع بموسيقاك بالشكل الأفضل، فقد يكلفك ذلك ثروة بالمعنى الحرفي للكلمة.

 

مواضيع مشابهة

الأقراص هشة جداً وسهلة التحطم

 

تريد بناء مكتبتك الصوتية من الجرامافون (الفونوغراف)؟ اعرف عيوبها قبل أن تصرف مالك

 

في عالم اليوم حيث الموسيقى الرقمية هي المعيار، نسي الكثير من الأشخاص أن الوسائط الفيزيائية دائماً ما تعاني مشاكل متانة. وبالمقارنة مع أي وسيط آخر تعد أقراص الجرامافون من الأسوأ متانة. حيث أن سقطة وحيدة تكفي ليتحول القرص إلى شظايا صغيرة حتى. ونقرة قوية كفاية ربما تكسره دون قصد. فهو كبير الحجم وقليل المتانة بالنسبة لحجمه، وبإضافة صنعه من مادة الفاينيل الهشة وكونه غير محمي بمستوعب فهو في خطر مستمر من التحطم وخسارة سعره.

 

في كل مرة تسمع فيها أغانيك المفضلة فأنت تقتلها ببطء

 

تريد بناء مكتبتك الصوتية من الجرامافون (الفونوغراف)؟ اعرف عيوبها قبل أن تصرف مالك

 

لطالما كانت هذه مشكلة مرافقة لأوساط التخزين الفيزيائية، فهي تخسر قدرتها ببطء ويتلاشى محتواها مع الوقت والاستخدام. وعلى عكس الأقراص الضوئية التي تتضمن تصحيح الأخطاء لتجاوز الخدوش مثلاً، تعاني أقراص الجرامافون بشدة. ويزداد الأمر سوءاً عندما تضيف فكرة أساسية: لتعمل أقراص الفونوغراف يجب أن تسير إبرة مدببة ضمن تعرجات القرص. وكما هو متوقع يؤدي الأمر للتآكل مع كل مرة يعمل فيها القرص.

 

مع الوقت تعاني أقراص الجرامافون من مشاكل كبرى نتيجة الاستخدام. حيث تظهر أشهر المشاكل مثل صوت الهسيس (يظهر صوت حرف السين بشكل شديد وأطول من الواقع) وبالطبع تظهر مشاكل التقطعات القصيرة أو حتى تجاوز دورات كاملة.

 


مواضيع قد تهمك:


 

هل اقتناء الجرامافون وأقراصه فكرة جيدة؟

 

تريد بناء مكتبتك الصوتية من الجرامافون (الفونوغراف)؟ اعرف عيوبها قبل أن تصرف مالك

 

يعتمد الأمر على السبب هنا في الواقع، ففي حال كنت تريد ذلك لتستمتع بالجودة الاستثنائية، فأنت مضلل للأسف. حيث لن تحصل على أي فائدة من حيث الجودة مقارنة مع موسيقى FLAC أو ALAC مثلاً. لكن وفي حال كنت تريد الحصول على هذه الأقراص لأنك تحبها وتحب الصوت المميز الخاص بها، أو أنك تحب مظهرها أو كونها تعيد ذكريات قديمة يصبح الأمر مختلفاً تماماً.

 

الجرامافون تجربة مختلفة تماماً للاستماع للموسيقى دون شك، وحتى كونه يتطلب منك مجهوداً لوضع القرص والإبرة وحتى اختيار المكان المناسب لبدأ الأغنية التي تريد الاستماع إليها. وبالنسبة للكثيرين تعد هذه التجربة أكثر من كافية لتبرير تكلفته العالية وعيوبه الواضحة. لكن في حال كنت تبحث عن أقصى جودة فحسب، يمكنك توفير الكثير بالحصول على موسيقى FLAC المضغوطة دون تدمير وأن تستثمر مبلغاً أكبر في نظام مكبرات الصوت أو السماعات التي تستخدمها.

شارك المحتوى |
close icon